____________________
وقلما تهتم النفوس بأمر لا تتصور غايته ومنفعته خصوصا مع المشقة اللازمة في تحمله إلا بباعث قاهر من خارج *.
لما كانت همته (عليه السلام) مقصورة على السعادة الأخروية التي هي مطمح أبصار أولي النفوس القدسية، جعل مطلبها منتهى مطالبه وطلب أعظم وسائلها التي هي الشهادة غاية مآربه.
والسعداء: جمع سعيد وهو من عرف ربه وسلك سبيله حتى وصل إليه، والوصول إليه هي الغاية العظمى للسعادة بل هو عينها.
و «في» بمعنى مع، أي مع السعداء كقوله تعالى: أدخلوا في أمم (1) أي معهم.
و «من» في قوله: من أوليائه بيانية، أي: السعداء الذين هم أوليائه.
والولي قيل: فعيل بمعنى مفعول وهو من يتولى الله أمره كما قال تعالى «وهو يتولى الصالحين» (2).
وقيل: بمعنى فاعل أي الذي يتولى عبادة الله ويوالي طاعته من غير تخلل معصية، وكلا الوصفين شرط في الولاية.
وقال المتكلمون: الولي من كان آتيا بالاعتقاد الصحيح المبني على الدليل وبالأعمال الشرعية والتركيب يدل على القرب فكانه قريب منه تعالى لاستغراقه في أنوار معرفته وجمال جلاله.
قال بعض المحققين: وتحقيقه أن يقال: هو من يتولى الله تعالى بذاته أمره فلا تصرف له أصلا إذ لا وجود له ولا ذات ولا فعل ولا وصف فهو الفاني بيد المفني
لما كانت همته (عليه السلام) مقصورة على السعادة الأخروية التي هي مطمح أبصار أولي النفوس القدسية، جعل مطلبها منتهى مطالبه وطلب أعظم وسائلها التي هي الشهادة غاية مآربه.
والسعداء: جمع سعيد وهو من عرف ربه وسلك سبيله حتى وصل إليه، والوصول إليه هي الغاية العظمى للسعادة بل هو عينها.
و «في» بمعنى مع، أي مع السعداء كقوله تعالى: أدخلوا في أمم (1) أي معهم.
و «من» في قوله: من أوليائه بيانية، أي: السعداء الذين هم أوليائه.
والولي قيل: فعيل بمعنى مفعول وهو من يتولى الله أمره كما قال تعالى «وهو يتولى الصالحين» (2).
وقيل: بمعنى فاعل أي الذي يتولى عبادة الله ويوالي طاعته من غير تخلل معصية، وكلا الوصفين شرط في الولاية.
وقال المتكلمون: الولي من كان آتيا بالاعتقاد الصحيح المبني على الدليل وبالأعمال الشرعية والتركيب يدل على القرب فكانه قريب منه تعالى لاستغراقه في أنوار معرفته وجمال جلاله.
قال بعض المحققين: وتحقيقه أن يقال: هو من يتولى الله تعالى بذاته أمره فلا تصرف له أصلا إذ لا وجود له ولا ذات ولا فعل ولا وصف فهو الفاني بيد المفني