رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ١ - الصفحة ٤٣٣

____________________
وفي القاموس: انها بمعنى أمام ووراء ضد، وعلى هذا فلا حاجة إلى دعوى الاستعارة، وكما يصح جعلها هنا بمعنى أمام يصح جعلها بمعنى وراء أيضا (1) وهو واضح.
والأمم: جمع أمة وهي: الجماعة، وأصلها القصد من أمه يؤمه أما إذا قصده كأنهم قصدوا أمرا واحدا وجهة واحدة، وتأتي لمعان: الجماعة مطلقا، وجماعة أرسل إليهم رسول، والجيل من كلى حي، ومنه: لولا أن الكلاب أمة تسبح لأمرت بقتلها (2)، ومن هو على الحق مخالف لسائر الأديان، ومنه: إن إبراهيم كان أمة (3).
والحين، ومنه وادكر بعد أمة (4). وقوم الرجل، وخلق الله.
وأمة النبي نوعان:
أمة الإجابة: وهم الذين أجابوا دعوته وصدقوا نبوته وآمنوا بما جاء به، وهؤلاء هم الذين جاء مدحهم في الكتاب والسنة: كقوله تعالى: جعلناكم أمة وسطا (5)، كنتم خير أمة (6)، وكقوله (صلى الله عليه وآله): «شفاعتي لأمتي» (7)، «وتأتي أمتي غرا محجلين» (8). وغير ذلك.

(١) القاموس: ج ٤ ص ٢٢٣.
(٢) النهاية لابن الأثير: ج ١ ص ٦٨.
(٣) سورة النحل: الآية ١٢٠.
(٤) سورة يوسف: الآية ٤٥.
(٥) سورة البقرة: الآية ١٤٣.
(٦) سورة آل عمران: الآية ١١٠.
(٧) سنن أبي داود: ج ٤، ص ٢٣٦ مع اختلاف يسير في العبارة.
(٨) سنن ابن ماجة: ج ٢، ص 1431، ومسند أحمد بن حنبل: ج 2 ص 400 مع اختلاف فيهما.
(٤٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 428 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 ... » »»
الفهرست