رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ١ - الصفحة ٤٨٤
فنهد إليهم مستفتحا بعونك ومتقويا على ضعفه بنصرك.
____________________
نهد إلى العدو نهدا من بابي نفع وقتل: نهض وبرز، والفاعل: ناهد، والجمع:
نهاد مثل: كافر وكفار، وناهدته مناهدة: ناهضته، وتناهدوا في الحرب: نهض بعضهم إلى بعض للمحاربة.
ومستفتحا: أي مستنصرا وطالبا للفتح، فالباء: للاستعانة يقال: فتح الله على نبيه، أي: نصره، وهو يستفتح الله للمسلمين على الكفار. ويحتمل أن يكون بمعنى مفتتحا والباء للملابسة، أي: مفتتحا للجهاد حال كونه ملتبسا بعونك ، أو للسببية أي: بسبب عونك له.
ومتقويا: اسم فاعل من تقوى، أي: صار ذا قوة.
و (على): بمعنى مع، أي: مع ضعفه، مثلها في قوله تعالى: وآتى المال على حبه (1).
والضعف بالفتح والضم: خلاف القوة. وقيل: هو بالضم في الجسد وبالفتح في العقل والرأي.
ويروى عن ابن عمر أنه قال: «قرأت على النبي صلى الله عليه وآله: «الذي خلقكم من ضعف» بالفتح، فأقرأني «من ضعف» بالضم (2).
والضعف محركة: لغة في الضعف حكاها ابن الأعرابي (3).
والنصر: الإعانة على العدو، وفيه إشارة إلى أن استفتاحه عليه السلام وتقويه على الكفار إنما كان بعون الله ونصره، لا بالأسباب الظاهرة والتدبير الذي دبره، كما قد يتوهم من الفقرة السابقة، فإنها بمعزل عن التأثير، وإنما التأثير مختص به تعالى كما قال تعالى: وما النصر إلا من عند الله (4) أي: كائن من عنده من غير

(١) سورة البقرة: الآية ١٧٧.
(٢) الدر المنثور للسيوطي: ج ٥ ص ١٥٨.
(٣) لسان العرب: ج ٩، ص 203.
(4) سورة آل عمران: الآية 126.
(٤٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 ... » »»
الفهرست