____________________
إليهما بعد حين.
إذا عرفت ذلك فقوله (عليه السلام): «ليختبر طاعتنا وليبتلي شكرنا»، أي ليختبرنا أنطيع أم نعصي، وليبتلينا أنشكر أم نكفر، كما قال تعالى: هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر (1).
أو ليختبر طاعتنا وليبتلي شكرنا فيعلم حسنهما من قبيحهما كما قال تعالى ونبلوا أخباركم (2) أي ما يحكى عنكم ويخبر عن أعمالكم فنعلم حسنهما من قبيحهما.
فان قلت: كيف جعل النهي لابتلاء الشكر دون الطاعة مع أن الطاعة امتثال الأمر والنهي؟.
قلت: لما كان الشكر عرفا عبارة عن صرف العبد جميع ما أنعم الله عليه به فيما أنعم لأجله كان ارتكاب المناهي منافيا للشكر فكان النهي من هذه الجهة لابتلاء الشكر.
وإلى هذا المعنى أشار الصادق (عليه السلام) بقوله: شكر النعمة اجتناب المحارم (3) *.
خالف عن الشيء: عدل عنه، أي: مال وانحرف، والأصل خالفنا طريق أمره بترك مقتضاه والذهاب إلى سمت خلاف سمته، ثم ضمن معنى العدول فعداه بعن، ومنه قوله تعالى: فليحذر الذين يخالفون عن أمره (4) أي يخالفونه، وعداه بعن لتضمينه معنى الاعراض. وإنما قلنا بتضمين معنى العدول في الأول
إذا عرفت ذلك فقوله (عليه السلام): «ليختبر طاعتنا وليبتلي شكرنا»، أي ليختبرنا أنطيع أم نعصي، وليبتلينا أنشكر أم نكفر، كما قال تعالى: هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر (1).
أو ليختبر طاعتنا وليبتلي شكرنا فيعلم حسنهما من قبيحهما كما قال تعالى ونبلوا أخباركم (2) أي ما يحكى عنكم ويخبر عن أعمالكم فنعلم حسنهما من قبيحهما.
فان قلت: كيف جعل النهي لابتلاء الشكر دون الطاعة مع أن الطاعة امتثال الأمر والنهي؟.
قلت: لما كان الشكر عرفا عبارة عن صرف العبد جميع ما أنعم الله عليه به فيما أنعم لأجله كان ارتكاب المناهي منافيا للشكر فكان النهي من هذه الجهة لابتلاء الشكر.
وإلى هذا المعنى أشار الصادق (عليه السلام) بقوله: شكر النعمة اجتناب المحارم (3) *.
خالف عن الشيء: عدل عنه، أي: مال وانحرف، والأصل خالفنا طريق أمره بترك مقتضاه والذهاب إلى سمت خلاف سمته، ثم ضمن معنى العدول فعداه بعن، ومنه قوله تعالى: فليحذر الذين يخالفون عن أمره (4) أي يخالفونه، وعداه بعن لتضمينه معنى الاعراض. وإنما قلنا بتضمين معنى العدول في الأول