رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ١ - الصفحة ٤٦٦
وأقصى الأدنين على جحودهم وقرب الأقصين على استجابتهم لك.
____________________
وأسرته، وأقربائه من قريش، وبني المطلب وبني هاشم الذين كذبوه وحاربوه ليطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره، فحاربهم وقاتلهم وقتل منهم الجم الغفير في بدر، وأحد، وأسر منهم من أسر، لم تأخذه بهم رأفة ولا عطفته عليهم رحم، غضبا لله تعالى، وطلبا لمرضاته، وإحياء لدينه، حتى علت كلمته، وظهر دينه، ولو كره المشركون *.
أقصاه: أبعده، من قصا الشيء قصوا من باب قعد: إذا بعد.
والأدنين والأقصين، بفتح ما قبل علامة الجمع فيهما: الأقارب والأباعد، جمع أدنى وأقصى، وأصلهما: الأدنيين والأقصيين، تحركت ياؤهما المنقلبتان عن واو في الأصل، لأنهما من الدنو والقصو، وانفتح ما قبلهما فقلبتا ألفين، ثم حذفتا لالتقاء الساكنين وبقيت الفتحة قبلهما دليلا عليهما، وهذا الحكم جار في كل مقصور يجمع هذا الجمع فتحذف ألفه دون الفتحة التي قبلها لتدل عليها. وفي التنزيل: وأنتم الأعلون (1) وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار (2).
وجحده جحدا وجحودا: أنكره مع علمه.
واستجاب له استجابة: إذا دعاه إلى شيء فأطاع.
و (على) في الفقرتين: للتعليل أي: لجحودهم، ولإستجابتهم كقوله تعالى:
لتكبروا الله على ما هديكم (3) أي: لهدايته إياكم.
واعلم: أن الجحود على نوعين:

(1) سورة آل عمران: الآية 139.
(2) سورة ص: الآية 47.
(3) سورة الحج: الآية 37.
(٤٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 471 ... » »»
الفهرست