____________________
غاياتها ونهاياتها، وحيث لا مخرج عن النقيضين فله من كل صفة كمالية، ونعت وجودي أشرفها وأتمها وأرفعها، فله الأسماء الحسنى، والصفات العليا.
وبالجملة ليس من شرط الحكم على أمر بمحمولات عقلية وأوصاف كلية، أن يوجد ذات الموضوع في العقل، وتتصور وتتمثل فيه بالكنه، بل يكفي لذلك تصور مفهوم عنواني، يجعل عنوانا لعقد حملي يجزم العقل بسراية الحكم الموقع على العنوان إلى ما يطابقه في الواقع، وإن لم يدرك العقل كنهه.
ويحتمل أن يكون المراد، بعجز الأوهام عن نعته تعالى: عجزها عن بلوغ تمام نعته، يعني إن الواصفين وإن بالغوا في التوصيف، وانتقلوا من نعت إلى ما هو أشرف وأعظم عندهم، لم يبلغوا مرتبة وصفه، ولم ينعتوه بكمال نعته، بل كلما بلغوا مرتبة من مراتب النعت والثناء كان وراءها أطوار من النعوت، أشرف وأعلى كما أشار إليه سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله) بقوله: «لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك» (1).
وأرشد إليه سيد الوصيين صلوات الله عليه بقوله: «هو فوق ما يصفه الواصفون» (2).
تنبيه قال بعض المحققين من أصحابنا المتأخرين: لا يلزم من عدم إدراك العقول كنه كماله، وغاية جلاله، أن ما يدركه العارفون من صفاته بالبراهين، ويصفونه به لم
وبالجملة ليس من شرط الحكم على أمر بمحمولات عقلية وأوصاف كلية، أن يوجد ذات الموضوع في العقل، وتتصور وتتمثل فيه بالكنه، بل يكفي لذلك تصور مفهوم عنواني، يجعل عنوانا لعقد حملي يجزم العقل بسراية الحكم الموقع على العنوان إلى ما يطابقه في الواقع، وإن لم يدرك العقل كنهه.
ويحتمل أن يكون المراد، بعجز الأوهام عن نعته تعالى: عجزها عن بلوغ تمام نعته، يعني إن الواصفين وإن بالغوا في التوصيف، وانتقلوا من نعت إلى ما هو أشرف وأعظم عندهم، لم يبلغوا مرتبة وصفه، ولم ينعتوه بكمال نعته، بل كلما بلغوا مرتبة من مراتب النعت والثناء كان وراءها أطوار من النعوت، أشرف وأعلى كما أشار إليه سيد المرسلين (صلى الله عليه وآله) بقوله: «لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك» (1).
وأرشد إليه سيد الوصيين صلوات الله عليه بقوله: «هو فوق ما يصفه الواصفون» (2).
تنبيه قال بعض المحققين من أصحابنا المتأخرين: لا يلزم من عدم إدراك العقول كنه كماله، وغاية جلاله، أن ما يدركه العارفون من صفاته بالبراهين، ويصفونه به لم