رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ١ - الصفحة ٤٦٢

____________________
أنه لا يعلم فتجاوز الله عنه». وفي قول الشاعر:
وطرفك إما جئتنا فاحبسنه * كما يحسبوا أن الهوى حيث تنظر (1) إذ معناه: إنك إذا جئتنا فلا تنظر إلينا وانظر إلى غيرنا ليحسب الرقباء أن هو أك مقصور على من تنظر إليه ليكون ذلك سببا للستر وعدم الفضيحة.
قال ابن مالك: ونصب الفعل بعدها تشبيها ب‍ (كي) في المعنى (2).
ونصب إما من النصب بسكون الصاد، مصدر نصبت الشيء من باب ضرب إذا أقمته، تقول: نصبته لأمر كذا فانتصب أي: أقمته له فقام.
والمعنى: أقام لأمرك نفسه، أو من النصب محركة بمعنى التعب يقال: نصب ينصب، كتعب يتعب، لفظا ومعنى، ونصبه غيره وأنصبه نص عليه ابن الأثير في النهاية (3) والمعنى: أتعب لأمرك نفسه.
والأمر: إما بمعنى طلب الفعل أي لما أمرته به، أو بمعنى الدين والشرع كما في قوله تعالى: وظهر أمر الله (4).
قوله - عليه السلام -: «وعرض فيك للمكروه بدنه» عرضته لكذا تعريضا فتعرض نصبته له فانتصب كأنك جعلته عرضة له أي: معروضا.
و «فيك» أي: لأجلك، ففي: للتعليل كقوله تعالى: فذلكن الذي لمتنني فيه (5) أي لأجله.
والمكروه: ما يكرهه الإنسان ويشق عليه.

(١) و (٢) مغني اللبيب لابن هشام: ص ٢٣٤ - ٢٣٥.
(٣) النهاية لابن الأثير: ج 5 ص 62.
(4) سورة التوبة: الآية 48.
(5) سورة يوسف: الآية 32.
(٤٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 467 ... » »»
الفهرست