رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ١ - الصفحة ١١٦
عمي محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي عليهما السلام، فإنهما القائمان في هذا الأمر بعدي.
____________________
حتى يرجع إلينا موسى (1)، ويحتمل أن تكون للتعليل بمعنى كي نحو: فقاتلوا التي تبغى حتى تفيء إلى أمر الله (2) والفعل بعدها منصوب بأن مضمرة على الصحيح كما هو مذهب البصريين لا ب‍ «حتى» نفسها خلافا للكوفيين، وأن المضمرة والفعل في تأويل مصدر مخفوض ب‍ «حتى» لأنه قد ثبت أنها تخفض الأسماء الصريحة، وما يعمل في الأسماء لا يعمل في الأفعال وبالعكس (3).
ومحمد وإبراهيم: ابنا عبد الله المذكوران هما الخارجان على أبي جعفر المنصور.
قال الشهرستاني (4) في كتاب الملل والنحل: كان يحيى بن زيد قد فوض الأمر إليهما فخرجا بالمدينة، ومضى إبراهيم إلى البصرة واجتمع الناس عليهما فقتلا (5)، انتهى.
أما محمد: فيلقب بالنفس الزكية لما سيأتي، ويكنى أبا عبد الله وقيل: أبا القاسم، وكان تمتاما، أحول، بين كتفيه خال أسود كالبيضة، ولقب بالمهدي للحديث المشهور عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن المهدي من ولدي، اسمه:

(١) سورة طه: الآية ٩١.
(٢) سورة الحجرات: الآية ٩.
(٣) مغني اللبيب: ص ١٦٨.
(٤) هو أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أحمد الشهرستاني المتكلم الفيلسوف الأشعري صاحب كتاب الملل والنحل المشهور.
ولد ببلدة شهرستان الواقعة في شمال خراسان سنة (٤٧٩) هجرية وتوفي سنة (٥٤٨) هجرية. له مؤلفات كثيرة منها: المصارعة، ونهاية الإقدام في علم الكلام وغيرها. الكنى والألقاب: ج ٢ ص ٣٣٨.
(5) الملل والنحل للشهرستاني: ج 1 ص 156.
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»
الفهرست