رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ١ - الصفحة ٣٨٤
فما هكذا كانت سنته في التوبة لمن كان قبلنا.
____________________
روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) إنه قال: لا شفيع أنجح من التوبة (1).
وعن أبي جعفر (عليه السلام): التائب من الذنب كمن لا ذنب له (2).
وعن أبي عبد الله (عليه السلام): إن الله تعالى يفرح بتوبة عباده المؤمنين إذا تابوا كما يفرح أحدكم بضالته إذا وجدها (3).
وسيأتي تمام الكلام عليها في شرح دعائها إن شاء الله تعالى.
قوله (عليه السلام): «حسن بلاؤه» البلاء هنا بمعنى الإحسان والإنعام، ومنه قوله تعالى: وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا (4).
قال المفسرون أي: عطاء جميلا غير مشوب بمقاساة الشدائد والمكاره.
قوله: «جل إحسانه» أي: عظم.
يقال: جل الشيء جلالا من باب (ضرب) أي: عظم فهو جليل، ومنه الجلي بالضم للأمر العظيم.
قوله: «جسم فضله» كعظم لفظا ومعنى فهو جسيم، وهو من الجسم بمعنى جماعة البدن كأنه صار ذا جسم *.
السنة بالضم لغة: الطريقة المستقيمة.
قيل: مأخوذة من سن الماء إذا والى صبه، أو من سن النصل إذا حده، أو من سن الإبل إذا أرسلها في الرعي.
وسنة الله تعالى: حكمه.

(١) شرح نهج البلاغة لان أبي الحديد: ج ١٩، ص ٣٠١ الرقم ٣٧٧.
(٢) الكافي: ج ٢، ص ٤٣٥، ح ١٠.
(٣) الكافي: ج ٢، ص 436، ح 13 وفيه: عبده المؤمن إذا تاب.
(4) سورة الأنفال: الآية 17.
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»
الفهرست