____________________
وكذلك كان حال الحسن (عليه السلام) فانه نهد (1) أولا إلى حرب معاوية في شيعته وسار إلى لقائه مع علمه في الباطن بمصير الأمر إليه لكن لم يثن ذلك من عزمه حتى ظهر له خذلان أصحابه وتفرق أهوائهم، وميل أكثرهم إلى معاوية طمعا في دنياه، وتفاقم الأمر إلى أن جلس له بعضهم في ساباط مظلم، وطعنه بمعول أصاب فخذه وشقه حتى وصل العظم فلما علم بالعلم الظاهر عدم تمكنه وتوجه الضرر إليه وإلى المؤمنين من شيعته نزع إلى الصلح وكف عن الجهاد.
وهكذا حال سائر الأئمة (عليهم السلام) فإنهم لو وجدوا من الأنصار من يتمكنون بهم من الخروج لم يسعهم إلا الخروج والقيام مع علمهم في الباطن بحقيقة الحال، يدل على ذلك ما رواه ثقة الإسلام باسناده إلى سدير الصيرفي قال: «دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له: والله ما يسعك القعود، فقال: ولم يا سدير؟ قلت: لكثرة مواليك وشيعتك وأنصارك، والله لو كان لأمير المؤمنين مالك من الشيعة والأنصار والموالي ما طمع فيه تيم ولا عدي، فقال: يا سدير وكم عسى أن يكون؟ قلت: مائة ألف، قال: مائة ألف؟ قلت: نعم ومائتي ألف، فقال:
مائتي ألف؟ قلت: نعم ونصف الدنيا قال: فسكت عني ثم قال: يخف عليك ان تبلغ معنا إلى ينبع (2)؟ قلت: نعم، فأمر بحمار وبغل أن يسرجا فبادرت فركبت الحمار، فقال: يا سدير أترى أن تؤثرني بالحمار؟ قلت: البغل أزين وأنبل (3)، قال:
الحمار أرفق بي، فنزلت فركب الحمار وركبت البغل فمضينا فحانت الصلاة فقال:
يا سدير انزل بنا نصلى، ثم قال: هذه أرض سبخة (4) لا تجوز الصلاة فيها، فسرنا
وهكذا حال سائر الأئمة (عليهم السلام) فإنهم لو وجدوا من الأنصار من يتمكنون بهم من الخروج لم يسعهم إلا الخروج والقيام مع علمهم في الباطن بحقيقة الحال، يدل على ذلك ما رواه ثقة الإسلام باسناده إلى سدير الصيرفي قال: «دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له: والله ما يسعك القعود، فقال: ولم يا سدير؟ قلت: لكثرة مواليك وشيعتك وأنصارك، والله لو كان لأمير المؤمنين مالك من الشيعة والأنصار والموالي ما طمع فيه تيم ولا عدي، فقال: يا سدير وكم عسى أن يكون؟ قلت: مائة ألف، قال: مائة ألف؟ قلت: نعم ومائتي ألف، فقال:
مائتي ألف؟ قلت: نعم ونصف الدنيا قال: فسكت عني ثم قال: يخف عليك ان تبلغ معنا إلى ينبع (2)؟ قلت: نعم، فأمر بحمار وبغل أن يسرجا فبادرت فركبت الحمار، فقال: يا سدير أترى أن تؤثرني بالحمار؟ قلت: البغل أزين وأنبل (3)، قال:
الحمار أرفق بي، فنزلت فركب الحمار وركبت البغل فمضينا فحانت الصلاة فقال:
يا سدير انزل بنا نصلى، ثم قال: هذه أرض سبخة (4) لا تجوز الصلاة فيها، فسرنا