____________________
يكن ثابتا في حقه، صادقا عليه كما زعمه كثير من الفضلاء قائلين: إن ما يدركه الإنسان من صفاته تعالى، إنما هو سلوب وتنزيهات فقط، فعلمه عبارة عن نفي الجهل، وقدرته عبارة عن نفي العجز، وعلى هذا القياس في السمع والبصر وغيرهما.
ومما يحملهم على هذا الحسبان، ويؤكده ما نقل عن الباقر (عليه السلام) من قوله: «كلما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه مخلوق مثلكم مردود إليكم» (1) الحديث.
وعندنا ليس كذلك، وليس كل صفاته تعالى التي نصفه بها سلوبا، وتنزيهات، فان كونه موجودا، واجبا حقا، قيوما، عالما، قادرا، حيا، سميعا، بصيرا أوصاف ونعوت وجودية ليس منها من السلب في شيء.
وأما الحديث المنقول عن الباقر (عليه السلام)، فيجب أن يكون المراد من المذكور فيه إدراكات النفوس الغير العارفة، أو التصورات الوهمية والخيالية الواقعة عن العقول العامية، كما يدل عليه تتمة الحديث وهو قوله: ولعل النمل الصغار تتوهم أن لله زبانتين، فان ذلك، كمالها، وتتوهم أن عدمهما نقصان لمن لا يتصف بهما (2) انتهى.
لا الصفات التي أدركها أهل الكمال بقوة البرهان ونور الأحوال.
فان قلت: فما معنى قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه: «كمال التوحيد نفي الصفات عنه» (3).
قلت: معناه نفي كونها صفات عارضة موجودة بوجود زائد كالعالم والقادر في
ومما يحملهم على هذا الحسبان، ويؤكده ما نقل عن الباقر (عليه السلام) من قوله: «كلما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه مخلوق مثلكم مردود إليكم» (1) الحديث.
وعندنا ليس كذلك، وليس كل صفاته تعالى التي نصفه بها سلوبا، وتنزيهات، فان كونه موجودا، واجبا حقا، قيوما، عالما، قادرا، حيا، سميعا، بصيرا أوصاف ونعوت وجودية ليس منها من السلب في شيء.
وأما الحديث المنقول عن الباقر (عليه السلام)، فيجب أن يكون المراد من المذكور فيه إدراكات النفوس الغير العارفة، أو التصورات الوهمية والخيالية الواقعة عن العقول العامية، كما يدل عليه تتمة الحديث وهو قوله: ولعل النمل الصغار تتوهم أن لله زبانتين، فان ذلك، كمالها، وتتوهم أن عدمهما نقصان لمن لا يتصف بهما (2) انتهى.
لا الصفات التي أدركها أهل الكمال بقوة البرهان ونور الأحوال.
فان قلت: فما معنى قول أمير المؤمنين صلوات الله عليه: «كمال التوحيد نفي الصفات عنه» (3).
قلت: معناه نفي كونها صفات عارضة موجودة بوجود زائد كالعالم والقادر في