____________________
كما هي، لأن وصف الشيء إنما يتصور إذا كان مطابقا لما هو عليه في نفس الامر وذلك غير ممكن، إلا بتعقل ذاته وكنهه، لكن لا يمكن العقول تعقل حقيقته تعالى، وما له من صفات الكمال ونعوت الجلال، لأن ذلك التعقل إما بحصول صورة مساوية لذاته تعالى وصفاته الحقيقية، أو بحضور ذاته المقدسة، وشهود حقيقته.
والأول: محال إذ لا مثل لذاته، وكل ماله مثل أو صورة مساوية له فهو ذو ماهية كلية، وهو تعالى لا ماهية له.
والثاني: محال أيضا، إذ كل ما سواه من العقول والنفوس والذوات والهويات فوجوده منقهر تحت جلاله وعظمته انقهار عين الخفاش في مشهد النور الشمسي، فلا يمكن العقول لقصورها عن درجة الكمال الواجبي، إدراك ذاته على وجه الاكتناه والإحاطة، بل كل عقل له مقام معلوم لا يتعداه إلى ما فوقه، ولهذا قال جبرئيل (عليه السلام) حين تخلف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة المعراج: لو دنوت أنملة لاحترقت (1) فأنى للعقول البشرية الاطلاع على النعوت الإلهية، والصفات الأحدية كما هي عليه من كمالها وغايتها، التي لا غاية لها، وكيف يدرك ما يتناهى كنه ما لا يتناهى.
فان قيل: إذا استحال حصول الحقيقة الإلهية، والهوية الأحدية في شيء من المدارك والعقول فمن أين يعرف اتصافه بصفاته التي وصف بها نفسه في كتبه على ألسنة رسله؟ وكيف يحكم عليه بصدق مدلولاتها؟ فالجواب: إن البرهان العقلي يؤدي بنا إلى أن نعتقد أن سلسلة افتقار الممكنات تنتهي إلى مبدأ موجود بذاته، وأنه أحدي الذات بلا تركيب بوجه، وكونه تام الحقيقة بلا نقص وقصور، وأن له من كل ما هو كمال للموجود بما هو موجود
والأول: محال إذ لا مثل لذاته، وكل ماله مثل أو صورة مساوية له فهو ذو ماهية كلية، وهو تعالى لا ماهية له.
والثاني: محال أيضا، إذ كل ما سواه من العقول والنفوس والذوات والهويات فوجوده منقهر تحت جلاله وعظمته انقهار عين الخفاش في مشهد النور الشمسي، فلا يمكن العقول لقصورها عن درجة الكمال الواجبي، إدراك ذاته على وجه الاكتناه والإحاطة، بل كل عقل له مقام معلوم لا يتعداه إلى ما فوقه، ولهذا قال جبرئيل (عليه السلام) حين تخلف عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة المعراج: لو دنوت أنملة لاحترقت (1) فأنى للعقول البشرية الاطلاع على النعوت الإلهية، والصفات الأحدية كما هي عليه من كمالها وغايتها، التي لا غاية لها، وكيف يدرك ما يتناهى كنه ما لا يتناهى.
فان قيل: إذا استحال حصول الحقيقة الإلهية، والهوية الأحدية في شيء من المدارك والعقول فمن أين يعرف اتصافه بصفاته التي وصف بها نفسه في كتبه على ألسنة رسله؟ وكيف يحكم عليه بصدق مدلولاتها؟ فالجواب: إن البرهان العقلي يؤدي بنا إلى أن نعتقد أن سلسلة افتقار الممكنات تنتهي إلى مبدأ موجود بذاته، وأنه أحدي الذات بلا تركيب بوجه، وكونه تام الحقيقة بلا نقص وقصور، وأن له من كل ما هو كمال للموجود بما هو موجود