____________________
يمكن أن يرى لا بتلك الجارحة المخصوصة كما هو المدعى، فان المثبتين لرؤيته تعالى، يدعون أن الحالة المخصوصة التي تحصل لنا بالبصر في الدنيا، وتسمى رؤية، تحصل لنا في تلك النشأة بعينها بالنسبة إليه تعالى، من غير توسط تلك الجارحة (1)، انتهى.
ويؤيد ما ذكرناه ما قال المعلم الثاني في فصوصه: من أن كل إدراك يحصل بلا واسطة استدلال فهو المختص باسم المشاهدة، وكل ما لا يحتاج في إدراكه إلى الاستدلال فهو ليس بغائب، بل هو شاهد، فادراك الشاهد هو المشاهدة، والشهادة إما بمباشرة وملاقاة، وإما من غير مباشرة وملاقاة، وهذا هو الرؤية، والحق الأول تعالى لا تخفى عليه ذاته.
وليس ذلك باستدلال فجاز على ذاته مشاهدة كماله من ذاته، فإذا تجلى لغيره مغنيا عن الاستدلال وكان بلا مباشرة ولا مماسة كان مرئيا لذلك الغير (2).
فإنه صريح فيما ذكرنا.
فان قلت: إذا كانت المشاهدة الحضورية هي الرؤية فلا مانع منها في هذه النشأة أيضا، فلم اختص جواز الرؤية بالنشأة الآخرة، كما هو مذهب أكثر القائلين بجوازها.
قلت: لعل هؤلاء لا يمنعون الجواز، بل الوقوع ولعل السر في ذلك ما صرح به بعض الأعاظم من أن النفس سيما الكاملة المشرقة إذا شاهدت المبدأ الأول والتذت بلذات مشاهدته، قل إقبالها على الجسم وعالم التجسيم، وكلما زاد إقبالها عليه نقص توجهها إلى هذا العالم فينقص توجهها إلى ما تدبره من الجسم بل تعرض
ويؤيد ما ذكرناه ما قال المعلم الثاني في فصوصه: من أن كل إدراك يحصل بلا واسطة استدلال فهو المختص باسم المشاهدة، وكل ما لا يحتاج في إدراكه إلى الاستدلال فهو ليس بغائب، بل هو شاهد، فادراك الشاهد هو المشاهدة، والشهادة إما بمباشرة وملاقاة، وإما من غير مباشرة وملاقاة، وهذا هو الرؤية، والحق الأول تعالى لا تخفى عليه ذاته.
وليس ذلك باستدلال فجاز على ذاته مشاهدة كماله من ذاته، فإذا تجلى لغيره مغنيا عن الاستدلال وكان بلا مباشرة ولا مماسة كان مرئيا لذلك الغير (2).
فإنه صريح فيما ذكرنا.
فان قلت: إذا كانت المشاهدة الحضورية هي الرؤية فلا مانع منها في هذه النشأة أيضا، فلم اختص جواز الرؤية بالنشأة الآخرة، كما هو مذهب أكثر القائلين بجوازها.
قلت: لعل هؤلاء لا يمنعون الجواز، بل الوقوع ولعل السر في ذلك ما صرح به بعض الأعاظم من أن النفس سيما الكاملة المشرقة إذا شاهدت المبدأ الأول والتذت بلذات مشاهدته، قل إقبالها على الجسم وعالم التجسيم، وكلما زاد إقبالها عليه نقص توجهها إلى هذا العالم فينقص توجهها إلى ما تدبره من الجسم بل تعرض