رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ١ - الصفحة ١٢٢

____________________
تنبيه في بكائه (عليه السلام) على يحيى بن زيد، وشدة وجده به، ودعائه له دليل على أن يحيى كان عارفا بالحق معتقدا له، وان حاله في الخروج كحال أبيه رضي الله عنه.
ويدل على ذلك أيضا ما رواه الحافظ العلامة ابن الخزاز القمي (1) في كفاية الأثر: قال حدثنا علي بن الحسين (2) قال: حدثنا عامر بن عيسى، عن أبي عامر السيرافي بمكة في ذي الحجة، سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، قال: حدثني أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: حدثنا محمد بن مطهر، قال:
حدثنا أبي، قال: حدثنا عمير بن المتوكل بن هارون البلخي، عن أبيه المتوكل بن هارون قال: لقيت يحيى بن زيد بعد قتل أبيه وهو متوجه إلى خراسان، فما رأيت رجلا في عقله وفضله، فسألته عن أبيه فقال: إنه قتل وصلب بالكناسة (3)، ثم بكى

(١) هو أبو القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز القمي الرازي، من أهل أواسط القرن الرابع من تلامذة الشيخ الصدوق.
له مصنفات كثيرة: منها كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر، والأحكام الشرعية على مذهب الإمامية، والإيضاح في أصول الدين. انظر مقدمة كتاب كفاية الأثر: ص ٦.
(٢) في كفاية الأثر: علي بن الحسن.
(٣) الكناسة بالضم، والكنس: كسح ما على وجه الأرض من القمام، والكناسة ملقى ذلك، وهي محلة بالكوفة عندها أوقع يوسف بن عمر الثقفي زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وفيهم يقول الشاعر:
يا أيها الراكب الغادي لطيته * يوم بالقوم أهل البلدة الحرم أبلغ قبائل عمرو ان أتيتهم * أو كنت من دارهم يوما على أمم انا وجدنا قفيرا في بلادكم * أهل الكناسة أهل اللوم والعدم أرض تغير أحسبا الرجال بها * كما رسمت بياض الريط بالحمم معجم البلدان: ج ٤، ص 481 بيروت.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست