قماطر، لولا ما ذكرت من أسعافهم عليهم السلام» (1).
وبعد أن غادر الهند توجه إلى مكة المكرمة، فأدى مناسك الحج كما في آخر النسخة الحجرية لكتاب أنوار الربيع (2)، ثم قصد المدينة المنورة فتشرف بزيارة قبر النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وقبور أئمة البقيع (عليهم السلام)، ثم عرج على العراق فحظى بزيارة العتبات المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء.
ثم توجه إلى إيران لزيارة مرقد الإمام الرضا (عليه السلام) في خراسان، رحل بعدها إلى أصفهان عاصمة الدولة الصفوية آنذاك، فوصلها سنة 1117 ه في عهد السلطان حسين الصفوي فأكرمه السلطان وعظمه (3)، وقد أهدى السيد المدني كتاب «رياض السالكين» إلى السلطان حسين الصفوي فمجده وأطراه فيه بعبارات قل نظيرها (4).
وبعد أن أقام في أصفهان سنين، لم يجد في العاصمة المقام الذي ترتاح إليه نفسه، اختار مدينة شيراز مقرا لسكناه كما هو المحكي عن سبحة المرجان (5).
وأصبحت شيراز محط رحله الأخير، وأقام بالمدرسة المنصورية التي بناها جده العلامة غياث الدين منصور، فكان في شيراز زعيما مدرسا مفيدا (6)، ومرجعا للفضلاء (7).
وانصرف بكليته للتدريس والتأليف، ولكن لم يمده الأجل إلا سنوات قليلة.
* * *