إلى أنها في السنة كلها وهو خطأ ان الله تعالى انزل القران في شهر رمضان بقوله تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القران ثم قال تعالى انا أنزلناه في ليلة القد ر فلو كانت في غير رمضان لتناقض قال أبي بن كعب والله لقد علم ابن مسعود انها في رمضان ولكنه كره ان يخبركم فتنكلوا والروايات من طرقنا وطرق الجمهور متواترة على انها في شهر رمضان إذ ا ثبت هذا فإنه يستحب طلبها في جميع ليالي شهر رمضان وفي العشر الأواخر في ليالي الوتر منه اكد روى الجمهور عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال اطلبوها في العشر الأواخر في ثلث بقين أو تسع بقين ومن طريق الخاصة ما رواه ابن بابويه عن أبي يصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا دخل العشر الأواخر شد الميزر واجتنب النساء وأحيى الليل وتفرغ للعبادة وقد اختلف العلماء في ارجاء هذه الليالي فقال أبي بن كعب وعبد الله بن عباس هي ليلة سبع وعشرين لما روى أبو ذر في حديث فيه طول ان النبي (صلى الله عليه وآله) لم يقم في رمضان حتى بقي سبع فقام بهم حتى مضى نحو ثلث من الليل ثم قام بهم في ليلة خمسة وعشرين حتى مضى نحو من شطر الليل حتى كانت ليلة سبعة وعشرين فجمع نسائه وأهله واجتمع الناس قال فقام بهم حتى خشينا ان يفوتنا الفلاح يعنى السحور وحكى عن ابن عباس أنه قال سورة القدر ثلاثون كلمة السابعة والعشرون منها وهي وهذا ليس بشئ لان قوله ليلة القدر هي الكلمة الخامسة وهي أصرح من هي ومع ذلك فلا يدل على وجودها في ذلك العدد وقال مالك هي في العشر الأواخر فيها تعيين وقال ابن عمر انها ليلة ثلاثة وعشرين اما علماؤنا قد روى ابن بابويه عن الصادق (عليه السلام) قال في ليلة تسعة عشر من شهر رمضان التقدير وفي ليلة إحدى وعشرين القضاء وفي ليلة ثلاثة وعشرين ابرام بما يكون في السند إلى مثلها ولله عز وجل ان يفعل ما يشاء في خلقه وفي حديث حمران عن أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له أبو بصير جعلت فداك الليلة التي يرجى فيها اي ليلة هي فقال في ليلة إحدى وعشرين قال فان لم أقوم على كليتهما فقال ما أيسر ليلتين فيما تطلب فقال فقلت ربما رأينا الهلال عندنا وجاءنا يخبرنا بخلاف ذلك في ارض أخرى فقال ما أيسر أربع ليال فيما تطلبها فيها ثم قال (عليه السلام) يكتب في ليلة القدر وفد الحاج والمنايا والبلايا والأرزاق وما يكون إلى مثلها في قابل فاطلبها في إحدى وثلث وعشرين صل في كل واحدة منهما مائة ركعة واحيهما ان استطعت إلى اليوم واغتسل فيهما قلت فان لم أقدر على ذلك وانا قائم قال فصل وأنت جالس قلت فان لم أستطع قال فعلى فراشك قلت فان لم أستطع قال لا عليك ان تكتحل أول الليل بشئ من النوم ان أبواب السماء تفتح في شهر رمضان الشياطين وتقبل اعمال المؤمنين نعم الشهر رمضان كان يسمى على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المرزوق وروى ابن بابويه عن محمد بن حمران عن سفيان بن السمط قال قلت لا بي عبد الله (عليه السلام) الليالي التي يرجى فيها من شهر رمضان فقال تسع عشرة واحدى وعشرين وثلثة وعشرين قلت فان اخذت انسانا الفترة أو علة ما المعتمد عليه من ذلك فقال ثلث وعشرين وروى ابن بابويه عن عبد الله بن بكر عن زرارة عن أحدهما (عليهم السلام) ان ليلة ثلاثة وعشرين هي ليلة الجهني وكان من حديثه انه أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال يا رسول الله ان لي إبلا وغنما وغلمة وأحب ان تأمر بي بليلة ادخل فيها المدينة فاشهد الصلاة وذلك في شهر رمضان فدعاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فساره في اذنه وكان الجهني إذا كان ليلة ثلث وعشرين دخل بإبله وغنمه وأهله إلى المدينة ثم يرجع إلى مكانه قال ابن بابويه واسم الجهني عبد الله بن أنيس الأنصاري إذا ثبت هذا فعلا منها ما رواه ابن بابويه في الصحيح عن العلماء عن محمد بن مسلم عن أحدها (عليهم السلام) قال سألت عن علامة ليلة القدر قال علامتها ان يطيب ريحها وان كانا في برد دفئت وان كانت في حر بردت وطابت وقال الجمهور ان علامتها ما رواه أبو ذر عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال إن الشمس تطلع في صبيحتها بيضاء لا شعاع لها وفي بعضها بيضاء مثل الطست ورووا عنه (صلى الله عليه وآله) أنه قال هي ليلة طلعة لا حارة ولا باردة فرع لو نذر ان يعتق عبده بعد مضى ليلة القد ر فإن كان قاله قبل العشر صح النذر ووجب عليه العتق بعد انسلاخ الشهر لأنه يتقن حصولها إذا مضت الليلة الأخيرة وان كان قاله وقد مضى ليلة من العشر لم يتعلق النذر بتلك السنة لأنه لا يتحقق وجودها بد النذر فيقع في السنة الثانية إذا مضى جميع العشر فصل وشهر رمضان شهر شريف معظم يكرره فيه الثواب والعقاب على الطاعات والمعاصي روى الشيخ عن أبي الورد عن أبي جعفر (عليه السلام) قال خطب رسول الله (صلى الله عليه. اله) الناس في اخر جمعة من شعبان فحمد الله و اثنى عليه ثم قال يا أيها الناس انه قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من الف شهر رمضان فرض الله صيامه وتجعل قيام ليلة فيه بتطوعك كتطوع صلاة سبعين ليلة فيما سواه من الشهور وجعل لمن تطوع فيه بخصلة من خصال الخير والبركات جر من أدى فريضة من فرايض الله تعالى ومن أدى فيه فريضة من فرائض الله كان كمن أدى سبعين فريضة من فرايض الله عز وجل فيما سواه من الشهور وهو الشهر الصبر وان الصبر ثوابه الجنة وهو شهر المواساة وهو شهر يزيد الله عز وجل فيه رزق المؤمنين ومن فطر فيه مؤمنا صائما كان له بذلك عند الله عز وجل عتق رقبة ومغفرة لذنوبه فيما مضى قيل له يا رسول الله ليس كنا نقد ر على أن يفطر صايما فقال إن الله عز وجل كريم يعطي هذه الثواب لمن لم يقدر الا على مذقه من لبن يعطيها صايما أو شربة من ماء عذب أو تمرات لا يقدر على أكثر من ذلك ومن خفف فيه عن مملوكه خفف الله عنه حسابه وهو شهر ا وله رحمة و أوسطه مغفرة وآخره الإجابة والعتق من النار ولا غناء بكم فيه عن أربع خصال خصلتين ترضون الله بهما وخصلتين لا غناء بكم عنهما
(٦٢٦)