فما لمن صامه قال صيام ستين شهرا ولا تدع صيام سبعة وعشرين من رجب فإنه اليوم الذي نزلت فيه النبوة على محمد صلى الله عليه وآله و ثوابه مثل ستين شهرا لكم وعن محمد بن الليث المكي قال حد ثني إسحاق بن عبد الله العريضي العلوي قال رجل في صدري ما الأيام التي تصام فقصدت مولانا أبا الحسن علي بن محمد عليه السلام وهو بصريا ولم أبد ذلك لأحد من خلق الله فدخلت عليه فلما بصر بي قال عليه السلام يا أبا إسحاق حيث تسألني عن الأيام التي يصام فيهن وهي أربعة أولهن يوم السابع والعشرين من رجب يوم بعث الله محمد ا صلى الله عليه وآله إلى خلقه رحمة للعالمين ويوم مولده صلى الله عليه وآله وهو السابع والعشرين من شهر ربيع الأول ويوم الخامس والعشرين من ذي القعدة فيه دحيت الكعبة ويوم الغدير فيه أقام رسول الله صلى الله عليه وآله أخاه عليا عليه السلام علما للناس واما ما من بعده قلت صدقت جعلت فداك لذلك قصدت اشهد انك حجة الله على خلقه مسألة ويستحب صيام عرفة وقد اتفق العلماء على أن صومه في الجملة مستحب روي الجمهور عن النبي صلى الله عليه وآله قال صيام يوم عرفه كفارة سنه والسنة التي يليها وفي رواية أخرى يكفر السنة الماضية والباقية ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ عن عبد الرحمان ابن عبد الله عن أبي الحسن عليهما السلام قال صوم يوم عرفه يعدل السنة وقال لم يصمه الحسن وصامه الحسين وروي ابن بابويه عن الصادق عليه السلام صوم يوم التروية كفارة سنة ويوم عرفة كفارة سنتين فروع الأول ولا يكره صومه للحاج الا ان يضعفهم عن الدعاء ويقطعهم عنه وبه قال أبو حنيفة وروي عن عايشة أيضا وابن الزبير واسحق وعطا وقال باقي الجمهور انه مكروه لنا ان المقضى موجود وهو الامر بالصوم فيه مستحبا والمانع وهو العجز عن الدعاء مفقود إذا تقدير فيه ويؤيده ما رواه الشيخ عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن صوم يوم عرفة قال من قوي عليه فحسن إن لم يمنعك من الدعاء فإنه يوم دعاء ومسألة فصمه وان خشيت ان تضعف عن ذلك فلا تصمه احتج المخالف بما رواه عن أم الفضل بنت الحرث ان ناسا مما رووا بين يديها يوم عرفة في رسول الله صلى الله عليه وآله فقال بعضهم صايم وقال بعضهم ليس بصائم فأرسلت إليه بقدح من لبن وهو واقف على بعيره بعرفات فشرب النبي صلى الله عليه وآله وقال ابن عمر حججت مع رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يصمه يعني يوم عرفة ومع أبي بكر فلم يصمه ومع عثمن فلم يصمه وانا لا أصوم ولا امر به ولا انهى عنه والجواب عنه ان هذه الأحاديث محموله على أنه عليه السلام لم يتمكن من الصيام للعطش وانه عليه السلام كان مسافرا أو للضعف من الدعاء الثاني اما قلنا بكراهيته مع الضعف عن الدعاء للروايات ولأنه يوم شريف معظم يستجاب فيه الدعاء خصوصا في الموفق الذي يقصد من كل فج عميق طلبا لفضل الله تعالى وإجابة دعائه فكان تركه أفضل اما مع القدرة على الجمع بين الصيام والدعاء فصومه أفضل لما تقدم ولما رواه الشيخ عن سليمان الجعفري قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول كان أبي يصوم يوم عرفة في اليوم الحارفي الموقف ويأمر بظل مرتفع فيضرب له فيغتسل مما يبلغ منه الحر وعن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن صوم يوم عرفة فقلت له جعلت فدا ك انهم يزعمون أنه يعدل صوم سنته قال كان أبي لا يصومه قلت ولم ذلك قال إني يوم عرفة يوم دعاء ومسألة وأتخوف ان يضعفني عن الدعاء وأكره ان أصومه ان يكون يوم عرفة يوم اضحى وليس بيوم صوم وعلى هذا التأويل حمل الشيخ (ره) رواية محمد بن قيس قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول بان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يصم يوم عرفة منذ نزل صيام شهر رمضان الثالث لا يستحب صومه عند الشك في الهلال لجوا ز ان يكو ن يوم عيد فيكون صومه حراما فمع الاشتباه يستحب تركه ويؤيده رواية حنان بن ن سدير عن الباقر عليه السلام في قوله ان يوم عرفة يوم دعاء ومسألة والتخوف ان يضعف عن الدعاء وأكره ان أصومه أتخوف ان يكون يوم عرفه يو م الأضحى وليس بيوم صوم وقال ابن بابويه (ره) ان العامة غير موافقين الفطر ولا اضحى وانما كره عليه السلام صوم عرفة لأنه كان يكون يوم العيد في أكثر السنين وتصديق ذلك ما قاله الصا دق لما قتل الحسين بن علي عليه السلام أمر الله عز وجل ملكا فنادى أيها الأمة الظالمة القاتل مندوب إليه مطلقا سواء كان بعرفة أو لم يكن وروي ابن بابويه ان في تسع من ذي الحجة أنزلت توبة داود عليه السلام فمن صام ذلك اليوم ان كفارة تسعين سنة الرابع روي ابن بابويه عن يعقوب بن شعيب قا لسألت أبا عبد الله عليه السلام عن صو م يوم عرفة قال إن شئت صمت وإن شئت لم تصم وروي ان رجلا أتى الحسن والحسين عليهما السلام فوجد أحدهما صائما والاخر مفطرا فسألهما فقال إن صمت فحسن وإن لم تصم فجائز وروي عن عبد الله بن المغيرة عن سالم عن أبي عبد الله قال أوصي رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام وحده وأوصى علي إلى الحسن والحسين جميعا عليهما السلام وكان الحسن عليه السلام امامه فدخل رجل يوم عرفة على الحسن عليه السلام و هن يتعدى والحسين عليه السلام صايم ثم جاء بعدما قبض الحسن عليه السلام فدخل على الحسين عليه السلام يوم عرفة وهو يتعدى وعلي بن الحسين عليه السلام صائم فقال له الرجل لأني دخلت على الحسن عليه السلام يتعدى وأنت صائم ثم دخلت عليك وأنت مفطر فقال إن الحسن عليه السلام
(٦١٠)