منتهى المطلب (ط.ق) - العلامة الحلي - ج ٢ - الصفحة ٩٩٢
منه ومن العلم بفتحه ان يفعله أو الذي على صفة ما تأثير في استحقاق الذم والحسن شامل للواجب والندب والمباح والمكروه واما القبيح فإنه يتناول الحرام خاصة وقد يطلق في العرف الحسن على ما يدخل في استحقاق المدح فيتناول الواجب والمندوب ولا غير إذا عرفت هذا فاعلم أن المعروف يقسم إلى الواجب والمندوب والاخر بالواجب وبالندب ندب واما المنكر فهو القبيح فالنهي عنه واجب لا غير. مسألة: وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فضل كثير وثواب جزيل قال الله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر وقال تعالى لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون وكانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون وروى الشيخ عن عبد الله بن محمد بن طلحة عن أبي عبد الله عليه السلام ان رجلا من خثعم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله أخبرني ما أفضل الاسلام قال الايمان بالله قال ثم ماذا قال ثم صلة الرحم قال ثم ماذا قال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال فقال الرجل فأي الأعمال أبغض إلى الله عز وجل قال الشرك بالله قال ثم قال ماذا قطيعة الرحم قال ثم ماذا قال الامر بالمنكر والنهي عن المعروف وعن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلقان من خلق الله تعالى فمن نصرهما أعزه الله ومن خذلهما خذله الله. مسألة: قد وردت النصوص الكثيرة بالزجر عن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من ذلك قوله تعالى لعن الذين كفروا من بني إسرائيل الآية وقوله تعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس وقد روى الشيخ (ره) عن أحمد بن محمد بن خالد بن عيسى عن محمد بن عرفة قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول لتأمرن بالمعروف ولتنهين عن المنكر أو ليستعملن عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم وعن أبي سعيد الزهري عن أبي جعفر عليه السلام قال ويل لقوم يدينون الله بالمعروف والنهي وباسناده قال قال أبو جعفر بئس القوم قوم يمنعون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعن محمد بن عرفة قال سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله أمتي إذا تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فباذن بوقاع من الله وعن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلان قال قال النبي صلى الله عليه وآله كيف بكم إذا فسدت نسائكم وفسق شبابكم ولم يأمر بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر فقال له أو يكون ذلك يا رسول الله فقال نعم وشر من ذلك كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف وقيل له يا رسول الله أو يكون ذلك فقال نعم وشر من ذلك فكيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من طلب مرضات الناس بما يسخط الله كان حامده من الناس ذاما ومن امر بطاعة الله عز وجل عداوة كل عدو وحسد كل حاسد وبغي كل باغ وكان له عز وجل ناصرا وظهيرا وفي الحسن عن ابن أبي عمير عن جماعة من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام قال ما قدمت أمة لم تأخذ لضعفها من قوتها بحقه غير مضيغ وعن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لا تزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات وسلط بغضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء وقال أمير المؤمنين عليه السلام من ترك انكار المنكر بقلبه ويده ولسانه فهو ميت في الاحياء وقال الصادق عليه السلام لقوم من أصحابه انه قد حق لي ان اخذ البرئ منكم بالسقيم وكيف لا يحق لي ذلك وأنتم يبلغكم عن الرجل منكم القبيح فلا تنكر ون عليه ولا تهجرونه ولا تردونه حتى يتركه. البحث الثاني: في وجوبها وكيفية وجوبها والشرايط مسألة: لا خلاف بين العقلاء كافة في وجوب الأمر بالمعروف الواجب والنهي عن المنكر قال الله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان وقال تعالى خذ العفو وأمر بالمعروف واعرض عن الجاهلين وعن محمد بن عرفه عن أبي الحسن الرضا عليه السلام لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر والامر للوجوب وعن أبي جعفر عليه السلام ويل لقوم لا يدينون إليه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعن جابر عن أبي جعفر قال يكون في اخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مرائون معروف وينسلون حدثا سفها لا يوجبون أمرا بمعروف ولا نهيا عن منكر الا إذا آمنوا الضرر ويطلبون لأنفسهم الرخص والمقادير يتبعون زلات العلماء فساد عليهم يقبلون على الصلاة والصيام وما لا يكلمهم في نفس ولا مال ولو اضرب بالصلاة بساير ما يعملون من أموالهم وأثيابهم لرفضوها كما رفضوا ثم الفارض وأشعر فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها يقام الفرائض هناك بهم غضب الله عليهم فمنعهم بعفافه فيهلك الأبرار في دار الفجار والصغار في الكبار ان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصالحين فريضة عظيمة بها يقام الفرايض وتأمن المذاهب وتحلل المكاسب وترد المظالم وتعمر الا رض وينصف من الأعداء ويستقيم الامر فأنكروا بقلوبكم وأطاعوا بألسنتكم وصلوا بها جباههم ولا تخافوا في الله لومة لائم فان اتعظوا إلى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم انما السبيل على اللذين يظلم الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب اليم هنالك فجاهدوهم بأبدانكم وابغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا ولا باغين ما لا ولا مرتدين بالظلم ظفرا حتى تفيئوا إلى امر الله ويمضوا إلى طاعته قال أوحى الله تعالى إلى شعيب النبي على نبينا وعليه السلام اني أخذت من قومك مائة الف أربعين ألفا من شرارهم وستين ألفا من خيارهم فقال يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار فأوحى الله عز وجل إليه داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي. مسألة: واختلف علمائنا
(٩٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 987 988 989 990 991 992 993 994 995 996 997 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الصوم في نية الصوم 557
2 فيما يمسك عنه الصائم 562
3 فيما يوجب القضاء والكفارة 570
4 فيما يستحب للصائم اجتنابه 581
5 فيمن يصح منه الصوم 584
6 في الزمان الذي يصح صومه 587
7 في رؤية الهلال 587
8 في شرايط الصوم 596
9 في شروط قضاء الصوم 600
10 في احكام القضاء 602
11 في الصيام المندوبة 608
12 في صوم الاذن 614
13 في صوم التأديب 615
14 في صوم الحرام 616
15 في لواحق الصوم 618
16 في النذر 623
17 في النوادر 624
18 في شرائط الاعتكاف 628
19 في احكام الاعتكاف 633
20 كتاب الحج في مقدمات الحج 642
21 في آداب السفر 645
22 في شرائط حجة الاسلام 648
23 في أنواع الحج 659
24 في المواقيت 665
25 في احكام المواقيت 668
26 في أفعال العمرة المتمتع 671
27 في احكام الاحرام 684
28 في احكام دخول مكة 688
29 في الطواف 690
30 في كيفية الطواف 690
31 في احكام الطواف 697
32 في السعي 703
33 في كيفية السعي 704
34 في احكام السعي 706
35 في التقصير 709
36 في أفعال الحج 713
37 في الوقوف بعرفات 715
38 في كيفية الوقوف 716
39 في احكام الوقوف 719
40 في الوقوف بالمشعر 722
41 في كيفية الوقوف بالمشعر 724
42 في احكام الوقوف بالمشعر الحرام 725
43 في نزول منى ورمى الجمرات 729
44 في كيفية الرمي 730
45 في احكام الرمي 732
46 في الذبح 734
47 في كيفية الذبح 737
48 في صفات الهدي 740
49 في احكام الهدي 748
50 في الضحايا 755
51 في الحلق والتقصير 762
52 في بقية أفعال الحج 766
53 في الرجوع إلى منى 769
54 في الرمي 771
55 في النفر من منى 775
56 في الرجوع إلى مكة 778
57 في الوداع 779
58 في تروك الاحرام 781
59 في تحرير لبس الخفين 782
60 في تحريم الطيب 783
61 في تحريم الأدهان والاكتحال 787
62 في تغطية الرأس 789
63 في تحريم إزالة الشعر للمحرم 792
64 في تحريم قلم الأظفار واخراج الدم 794
65 في قتل هوام الجسد وقطع شجر الحرم 796
66 في تحريم الصيد 800
67 في تحريم الاستمتاع 808
68 في تحريم الجدال والفسوق 811
69 في كفارة المحرم وما يوجب الكفارة 812
70 في احكام المحصور والمصدود 846
71 في المحصور 850
72 في حكم الفوات 852
73 في حج النساء 854
74 في احكام العبد والصبيان والكفار في الحج 859
75 في حج النائب 860
76 في حج منذور 874
77 في احكام العمرة 876
78 في الزيارات 879
79 في زيارة النبي ص 887
80 في زيارة فاطمة وأمير المؤمنين 889
81 في زيارة ساير الأئمة (ع) 891
82 كتاب الجهاد في وجوب الجهاد وكيفيته وفضله 897
83 فيمن يجب عليه وشرائط وجوبه 899
84 في اشتراط اذن الأبوين وصاحب الدين 901
85 في الرباط 902
86 في من يجب جهاده 903
87 في أصناف الكفار 905
88 في كيفية الجهاد 907
89 في المبارزة 912
90 في عقد الأمان 913
91 في العاقد 914
92 في عبارة الأمان 915
93 في احكام الأمان 916
94 في كيفية الأمان 917
95 في احكام الغنيمة 921
96 في الغنيمة وما ينقل ويحول 922
97 في احكام الأسارى 926
98 في احكام الأرضين 934
99 في كيفية قسمة الغنائم 938
100 في احكام السلب 942
101 في كيفية القسمة 948
102 في الاسهام 951
103 في اللواحق 956
104 في احكام أهل الذمة 959
105 في وجوب الجزية ومن يؤخذ منه 959
106 في مقدار الجزية 965
107 فيما يشترط على أهل الذمة 968
108 في احكام المساكن والأبنية 971
109 في احكام المهادنة والمهاونة 973
110 في تبديل أهل الذمة ونقص العهد 979
111 في حكم من المعاهدين والمهاونين 981
112 في قتال أهل البغي 982
113 في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 991
114 في اللواحق 994
115 في التجارة 998
116 في آداب التجارة 1000
117 في محرمات التجارة 1003
118 في الاحتكار 1006
119 في احكام التجارة 1008
120 في كسب الحجام وأمثاله 1019
121 في جوائز السلطان 1024
122 في النفقة 1028
123 في طلب الرزق 1030