منتهى المطلب (ط.ق) - العلامة الحلي - ج ٢ - الصفحة ٨٨٦
كانوا تابعين ينتظرون ما يؤمرون به فيضعونه ويصنع شيئا فيصنعوه فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله في أربع بقين من ذي القعدة فلما انتهى إلى ذي الحليفة فرأيت الشمس اغتسل ثم خرج حتى أتى المسجد الذي عند الشجرة فصلى فيه الظهر فاحرم بالحج مفردا وخرج حتى انتهى إلى البيداء عند ميل الأول نصف الناس سماطين فلبى بالحج مفردا وساق الهدى ستة وستين أو أربع وستين حتى انتهى إلى مكة في سلخ أربع من ذي الحجة فطاف بالبيت سبعة أشواط ثم صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم (ع) ثم عاد إلى الحجر فاستلمه وقد كان استلمه في أطول طوافه ثم قال إن الصفا والمروة من شعائر الله فابدؤا بما بدأ الله به وان المسلمين كانوا يظنون أن السعي بين الصفا والمروة شئ صنعه المشركون فأنزل الله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما ثم أتى الصفا فصعد عليها واستقبل الركن اليماني فحمد الله وأثنى عليه ودعا مقدار ما يقرأ سورة البقرة مسترسلا ثم انحدر إلى المروة فوقف عليها كما وقف على الصفا حتى فرغ من سعيه ثم اتاه جبرئيل (ع) وهو على المروة فامره يأمر الناس ان يحلوا الا سايق هدى فقال رجل انحل ولم يفرغ من مناسكنا فقال نعم قال فلما وقف رسول الله صلى الله عليه وآله بالمروة بعد فراغه من السعي توجه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن هذا جبرئيل (ع) وأومى بيده إلى خلفه يأمرني ان امر من لم يسق هديا ان يحل ولو استقبلت من أمري مثل ما استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم ولكني سقت الهدى ولا ينبغي لسايق الهدى ان يحل حتى يبلغ الهدى محله قال قال لي رجل من القوم ليخرجن حجاجا وشعرنا نفطر فقال رسول الله صلى الله عليه وآله اما انك لم تؤمن بها ابدا فقال له سراقة بن مالك بن خثعم الكناني يا رسول الله علمتنا ديننا كانا خلقنا اليوم فهذا الذي امرتنا به لعامنا هذا أم لما يستقبل فقال رسول الله صلى الله عليه وآله بل هو للأبد إلى يوم القيمة وقدم علي (ع) من اليمن على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو بمكة فدخل على فاطمة فهي قد أخلت فوجد ريحا طيبا ووجد عليها مضبوعة فقال ما هذا يا فاطمة فقالت أمرنا بهذا رسول الله صلى الله عليه وآله فخرج علي (ع) على رسول الله صلى الله عليه وآله مستفتيا محرشا على فاطمة (عه) فقال يا رسول الله صلى الله عليه وآله اني رأيت فاطمة (عه) وعليها ثياب مصبوغة فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله انا أمرت الناس بذلك فأنت يا علي بها أهللت قال قلت يا رسول الله صلى الله عليه وآله اهلالا كاملا إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله كن على احرامك مثلي وأنت شريكي في هديي قال فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة بالبطحاء هو وأصحابه ولم نزل الدور فلما كان يوم التروية عند زوال الشمس امر الناس ان يغسلوا ويهلوا بالحج وهو قول الله تعالى أنزله على نبيه واتبعوا ملة إبراهيم فخرج النبي صلى الله عليه وآله مهلين بالحج حتى اتوا منى فصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والفجر ثم غدا والناس معه وكانت قريش تفيض من المزدلفة وهي جميع ويمنعون الناس ان يفيضوا منها فاقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وقريش يرجوا إفاضته من حيث كانوا يفيضون فأنزل الله على نبية ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفر الله يعني إبراهيم وإسماعيل واسحق (عل) وإفاضتهم منها ومن كان بعدهم فلما رأت قريش ان فيه رسول الله صلى الله عليه وآله قد مضت كأنه دخل في أنفسهم شئ للذي كانوا يرجون الإفاضة من مكانهم حتى أتاها إلى نمرة وهي بطن عرفة بحيال الأراك فضرب قبته وضرب الناس أخبيتهم عندها فلما زالت الشمس خرج رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه فرشه وقد اغتسل وقطع التلبية حتى وقف بالمسجد فوعظ الناس وأمرهم ونهاهم ثم صلى الظهر والعصر باذان وإقامتين ثم مضى إلى لموقف فوقف به فجعل الناس يبتدرون احقاف ناقته يقفون إلى جانبيها فجاءها ففعلوا مثل ذلك فقال يا أيها الناس انه ليس موضع احقاف ناقتي الموقف ولكن هذا كله وأومى بيده إلى الموقف ففرق الناس ففعل مثل ذلك بمزدلفة فوقع حتى وقع القرض قرص الشمس ثم أفاض وأمر الناس بالدعة حتى إذا انتهى إلى المزدلفة وهي المشعر الحرام فصلى المغرب والعشاء الآخرة باذان واحد وإقامتين ثم أقام حتى صلى فيها الفجر ضعفا بني هاشم بالليل وأمرهم أن لا يرموا الجمرة جمرة العقبة حتى تطلع الشمس فلما أضاء له النهار وأفاض حتى انتهى إلى مني فرمى جمرة العقبة وكان الهدى الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله أربعا وستين أو ستا وستين وجاء علي (ع) بأربعة وثلاثين أو ستة وثلثين فنحر رسول الله صلى الله عليه وآله ستا وثلثين بدنه ونحر علي (ع) أربعا وثلثين بدنه وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله ان يؤخذ من اكل بدنه منها جزء من لحم ثم يطرح في برمة ثم يطبخ فأكل رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي (ع) منها و حسنا من مرقها ولم يعط الجزارين جلودها ولا جلالها ولا قلايدها وتصدق به وحلق رأسه وزار البيت ورجع إلى منى فقام بها حتى كان اليوم الثالث من أيام التشريق ثم رمى الجمار ونفر حتى انتهى إلى الأبطح فقالت له عايشة يا رسول الله صلى الله عليه وآله ترجع نساؤك بحجة وعمرة معا وارجع بحجة فأقام بالأبطح وبعث عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم فأهلت بعمرة ثم جاءت فطافت بالبيت وصلت ركعتين عند مقام إبراهيم (ع) وسعت بين الصفا والمروة ثم أتت النبي صلى الله عليه وآله فلا تحل من يومه ولم يدخل المسجد ولم يطف بالبيت ودخل من أعلى مكة من عقبة المدينين وخرج من أسفل مكة من ذي طوى فصل وروى الشيخ في الصحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال الذي كان على بدن رسول الله صلى الله عليه وآله ناحية بن جندب الخزاعي الأسلمي والذي حلق رأس النبي صلى الله عليه وآله يوم الحديبية خراش بن أمية الخزاعي والذي حلق رأس النبي صلى الله عليه وآله في حجته معمر بن عبد الله بن حارثة بن نصر بن عوشج بن عدي بن كعب قال ولما كان في حجة رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يحلقه قالت قريش ان معمر اذن رسول الله صلى الله عليه وآله في يدك
(٨٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 881 882 883 884 885 886 887 888 889 890 891 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الصوم في نية الصوم 557
2 فيما يمسك عنه الصائم 562
3 فيما يوجب القضاء والكفارة 570
4 فيما يستحب للصائم اجتنابه 581
5 فيمن يصح منه الصوم 584
6 في الزمان الذي يصح صومه 587
7 في رؤية الهلال 587
8 في شرايط الصوم 596
9 في شروط قضاء الصوم 600
10 في احكام القضاء 602
11 في الصيام المندوبة 608
12 في صوم الاذن 614
13 في صوم التأديب 615
14 في صوم الحرام 616
15 في لواحق الصوم 618
16 في النذر 623
17 في النوادر 624
18 في شرائط الاعتكاف 628
19 في احكام الاعتكاف 633
20 كتاب الحج في مقدمات الحج 642
21 في آداب السفر 645
22 في شرائط حجة الاسلام 648
23 في أنواع الحج 659
24 في المواقيت 665
25 في احكام المواقيت 668
26 في أفعال العمرة المتمتع 671
27 في احكام الاحرام 684
28 في احكام دخول مكة 688
29 في الطواف 690
30 في كيفية الطواف 690
31 في احكام الطواف 697
32 في السعي 703
33 في كيفية السعي 704
34 في احكام السعي 706
35 في التقصير 709
36 في أفعال الحج 713
37 في الوقوف بعرفات 715
38 في كيفية الوقوف 716
39 في احكام الوقوف 719
40 في الوقوف بالمشعر 722
41 في كيفية الوقوف بالمشعر 724
42 في احكام الوقوف بالمشعر الحرام 725
43 في نزول منى ورمى الجمرات 729
44 في كيفية الرمي 730
45 في احكام الرمي 732
46 في الذبح 734
47 في كيفية الذبح 737
48 في صفات الهدي 740
49 في احكام الهدي 748
50 في الضحايا 755
51 في الحلق والتقصير 762
52 في بقية أفعال الحج 766
53 في الرجوع إلى منى 769
54 في الرمي 771
55 في النفر من منى 775
56 في الرجوع إلى مكة 778
57 في الوداع 779
58 في تروك الاحرام 781
59 في تحرير لبس الخفين 782
60 في تحريم الطيب 783
61 في تحريم الأدهان والاكتحال 787
62 في تغطية الرأس 789
63 في تحريم إزالة الشعر للمحرم 792
64 في تحريم قلم الأظفار واخراج الدم 794
65 في قتل هوام الجسد وقطع شجر الحرم 796
66 في تحريم الصيد 800
67 في تحريم الاستمتاع 808
68 في تحريم الجدال والفسوق 811
69 في كفارة المحرم وما يوجب الكفارة 812
70 في احكام المحصور والمصدود 846
71 في المحصور 850
72 في حكم الفوات 852
73 في حج النساء 854
74 في احكام العبد والصبيان والكفار في الحج 859
75 في حج النائب 860
76 في حج منذور 874
77 في احكام العمرة 876
78 في الزيارات 879
79 في زيارة النبي ص 887
80 في زيارة فاطمة وأمير المؤمنين 889
81 في زيارة ساير الأئمة (ع) 891
82 كتاب الجهاد في وجوب الجهاد وكيفيته وفضله 897
83 فيمن يجب عليه وشرائط وجوبه 899
84 في اشتراط اذن الأبوين وصاحب الدين 901
85 في الرباط 902
86 في من يجب جهاده 903
87 في أصناف الكفار 905
88 في كيفية الجهاد 907
89 في المبارزة 912
90 في عقد الأمان 913
91 في العاقد 914
92 في عبارة الأمان 915
93 في احكام الأمان 916
94 في كيفية الأمان 917
95 في احكام الغنيمة 921
96 في الغنيمة وما ينقل ويحول 922
97 في احكام الأسارى 926
98 في احكام الأرضين 934
99 في كيفية قسمة الغنائم 938
100 في احكام السلب 942
101 في كيفية القسمة 948
102 في الاسهام 951
103 في اللواحق 956
104 في احكام أهل الذمة 959
105 في وجوب الجزية ومن يؤخذ منه 959
106 في مقدار الجزية 965
107 فيما يشترط على أهل الذمة 968
108 في احكام المساكن والأبنية 971
109 في احكام المهادنة والمهاونة 973
110 في تبديل أهل الذمة ونقص العهد 979
111 في حكم من المعاهدين والمهاونين 981
112 في قتال أهل البغي 982
113 في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 991
114 في اللواحق 994
115 في التجارة 998
116 في آداب التجارة 1000
117 في محرمات التجارة 1003
118 في الاحتكار 1006
119 في احكام التجارة 1008
120 في كسب الحجام وأمثاله 1019
121 في جوائز السلطان 1024
122 في النفقة 1028
123 في طلب الرزق 1030