منتهى المطلب (ط.ق) - العلامة الحلي - ج ٢ - الصفحة ٥٨٦
صلاتها لان رسول الله صلى اله عليه وآله وسلم كمان يأمر فاطمة والمؤمنات من نسائه بذلك قال الشيخ ا نما يأمرها بقضاء الصلاة إذا لم تسلم ان عليها لكل صلاتين غسلا إذ لا يعلم المستحاضة فاما مع العلم بذلك وترك له العمل يلزمها القضاء فرع انما يعتبر في صوم المستحاضة في حق مثله من يجب عليها اما من لا يجب كالتي لا تطهر الدم على الكرسف فإنه لا يعتبر في صومها غسل ولا وضوء واما كثيرة الدم التي يجب غسل واحد فإنها إذا أخلت به يطل صومها والتي يجب عليها الأغسال الثلاثة لو أخلت بأحد غسلي النهار وكذلك لو أخلت بالغسل الذي بالعشائين فالأقرب صحة صومها لان ذلك الغسل انما يصح بعد انقضاء صوم ذلك اليوم مسألة ولا يصح الصوم الواجب من المسافر الا ما تستثنيه وبه قال أهل الظاهر وأبو هريرة وقال أكثر الفقهاء انه يصح لنا ما رواه الجمهور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ليس من البر الصيام في السفر وعنه عليه السلان أنه قال الصائم في السفر كالمفطر في الحضر ومن طريق الخاصة ما رواه الشيخ في الصحيح عن معاوية بن عمار قال سمعته يقول إذا صام الرجل رمضان في السفر لم يجز وعليه الإعادة وعن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم في السفر قد بيناها في كتاب الصلاة اما الندب ففي صحته في السفر قولان فالأقرب الكراهية قال الشيخ في المبسوط يكره صوم التطوع في السفر و روى جواز ذلك لنا ما رواه الشيخ في الصحيح عن أحمد بن محمد قال سألت أبا الحسن عليه السلام عن الصائم بمكة والمدينة ونحن في مسفر قال فريضة فقلت لا ولكنه تطوع كما يتطوع في السفر محظور كما أن صوم الفريضة محظور وغير انه ورد من الترخص ما نقلناه عن الحضر إلى الكراهية روى ذلك إسماعيل بن فهل عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال خرج أبو عبد الله عليه السلام من المدينة في أيام يقين من شعبان فكان يصوم ثم دخل عليه شهر رمضان وفي السفر فأفطر فقيل له أتصوم شعبان وتفطر شهر رمضان فقال نعم شعبان إلى أن شئت صمته وإن شئت لا وشهر رمضان عزم من الله عز وجل على الافطار وعن الحسن بن ينام الجمال عن رجل قال كنت مع أبي عبد الله عليه السلام فيما بين مكة والمدينة في شعبان وهو صائم ثم رأينا هلال شهر رمضان فأفطر فقلت له جعلت فداك أمس كان من شعبان وكتب صائما واليوم من شهر رمضان وأنت مفطر فقال إن ذلك تطوع ولنا ان نفعل ما شئنا وهذا فرض فليس لنا ان نفعل ما أمرنا قال الشيخ هذان خبران مرسلان فالعمل بما تقدم ولي وقول الشيخ جيد ولعل احتجاج القايلين الجواز هذان الحديثان وقد ضعفهما الشيخ على ما ترى والتمسك بالأصل وهو الإباحة ضعيف لا نا قد بينا و جواز النهى عنهم عليه السلام عن تلك فلا أقل من الكراهية مسألة ويصح الصوم في الواجب سفرا في مواضع أحدها من نذر صوم يوم معين وشرط في نذر صومه سفر أو حضر فإنه يجب عليه صومه وان كان مسافرا اختاره الشيخان واتباعها لعموم قوله تعالى يوفون بالنذر وقوله تعالى والموفون بعهدهم إذا عاهدوا لأن الأصل صحة النذر وإذا صح لزم ويؤيده ما رواه الشيخ عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي إسحاق عليه السلام قال سألته عن الرجل يجعل الله عليه صوم يوم مستمر قال يصومه ابدا في السفر والحضر قال الشيخ والوجه فيه إذا شرطه على نفسه ان يصوم في السفر والحضر لما رواه علي بن مهزيار قال كتب بندر مولى إدريس يا سيدي ندرت ان أصوم كل يوم صمت فان انا لم أصمه ما يلزمني من الكفارة فكتب وقرأته لا ترك الا من علة وليس عليك صوم في سفر ولا مرض الا ان تكون نويت ذلك وإن كنت أفطرت منه من غير علة تصدق بقدر كل يوم على سبعة مساكين تسأل الله التوفيق لما يحب ويرضى ولا نعلم مخالفا لهما من غير علمائنا فوجب المصير إليه وثانيها صوم ثلاثة أيام أبدل دم المتعة لقوله تعالى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام من الحج وسيأتي تحقيق ذلك انشاء الله وثالثها صوم ثمانية عشر يوما لمن أفاض عرفات عامدا عالما وعجز عن الفداء وهو البدنة وسيأتي ورابعها إذا كان سفره أكثر من حضره أو عزم على المقام عشرة أيام أو كان سفره معصية وقد تقدم بيان ذلك كله في كتاب الصلاة ولا يجوز الصوم واجبا لغير هؤلاء سفرا وفيه قول للمفيد بجواز صوم ما عدا رمضان من الواجبات وهو نادر وقد بينا ضعفه ويؤيده ما رواه الشيخ عن كرام قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام اني جعلت على نفسي ان أصوم حتى يقوم القائم فقال صم ولا تصم في السفر ولا العيدين ولا أيام التشريق ولا اليوم الذي تشك فيه من شهر رمضان وما رواه عن عمار الساباطي قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يقول لله على أن أصوم شهرا أو أكثر من ذلك أو أقل فعرض له امر لابد لهان يسافر أيصوم وهو مسافر قال إذا سافر فليفطر لأنه لا يحل له الصوم في السفر فريضة كن أو غير ه والصوم في الفر معصية وهذا نص في الباب مسألة ويستحب في السفر صوم ثلاثة أيام الحاج بالمدينة ندبا وهو مستثنى من الكراهية لضرورة السفر والمحافظة على الصوم في ذلك الموضع ويدل عليه ما رواه الشيخ في الصحيح عن معوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن كان لك مقام بالمدينة ثلاثة أيام صمت أول يوم الأربعاء ثم تأتي ليلة الخميس التي يليها مما يلي مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلتك ويومك وتصوم يوم الخميس ثم تأتي الأسطوانة التي قبل مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومصلاه ليلة الجمعة فتصلى عندنا ليلتك ويومك وصوم
(٥٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 581 582 583 584 585 586 587 588 589 590 591 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الصوم في نية الصوم 557
2 فيما يمسك عنه الصائم 562
3 فيما يوجب القضاء والكفارة 570
4 فيما يستحب للصائم اجتنابه 581
5 فيمن يصح منه الصوم 584
6 في الزمان الذي يصح صومه 587
7 في رؤية الهلال 587
8 في شرايط الصوم 596
9 في شروط قضاء الصوم 600
10 في احكام القضاء 602
11 في الصيام المندوبة 608
12 في صوم الاذن 614
13 في صوم التأديب 615
14 في صوم الحرام 616
15 في لواحق الصوم 618
16 في النذر 623
17 في النوادر 624
18 في شرائط الاعتكاف 628
19 في احكام الاعتكاف 633
20 كتاب الحج في مقدمات الحج 642
21 في آداب السفر 645
22 في شرائط حجة الاسلام 648
23 في أنواع الحج 659
24 في المواقيت 665
25 في احكام المواقيت 668
26 في أفعال العمرة المتمتع 671
27 في احكام الاحرام 684
28 في احكام دخول مكة 688
29 في الطواف 690
30 في كيفية الطواف 690
31 في احكام الطواف 697
32 في السعي 703
33 في كيفية السعي 704
34 في احكام السعي 706
35 في التقصير 709
36 في أفعال الحج 713
37 في الوقوف بعرفات 715
38 في كيفية الوقوف 716
39 في احكام الوقوف 719
40 في الوقوف بالمشعر 722
41 في كيفية الوقوف بالمشعر 724
42 في احكام الوقوف بالمشعر الحرام 725
43 في نزول منى ورمى الجمرات 729
44 في كيفية الرمي 730
45 في احكام الرمي 732
46 في الذبح 734
47 في كيفية الذبح 737
48 في صفات الهدي 740
49 في احكام الهدي 748
50 في الضحايا 755
51 في الحلق والتقصير 762
52 في بقية أفعال الحج 766
53 في الرجوع إلى منى 769
54 في الرمي 771
55 في النفر من منى 775
56 في الرجوع إلى مكة 778
57 في الوداع 779
58 في تروك الاحرام 781
59 في تحرير لبس الخفين 782
60 في تحريم الطيب 783
61 في تحريم الأدهان والاكتحال 787
62 في تغطية الرأس 789
63 في تحريم إزالة الشعر للمحرم 792
64 في تحريم قلم الأظفار واخراج الدم 794
65 في قتل هوام الجسد وقطع شجر الحرم 796
66 في تحريم الصيد 800
67 في تحريم الاستمتاع 808
68 في تحريم الجدال والفسوق 811
69 في كفارة المحرم وما يوجب الكفارة 812
70 في احكام المحصور والمصدود 846
71 في المحصور 850
72 في حكم الفوات 852
73 في حج النساء 854
74 في احكام العبد والصبيان والكفار في الحج 859
75 في حج النائب 860
76 في حج منذور 874
77 في احكام العمرة 876
78 في الزيارات 879
79 في زيارة النبي ص 887
80 في زيارة فاطمة وأمير المؤمنين 889
81 في زيارة ساير الأئمة (ع) 891
82 كتاب الجهاد في وجوب الجهاد وكيفيته وفضله 897
83 فيمن يجب عليه وشرائط وجوبه 899
84 في اشتراط اذن الأبوين وصاحب الدين 901
85 في الرباط 902
86 في من يجب جهاده 903
87 في أصناف الكفار 905
88 في كيفية الجهاد 907
89 في المبارزة 912
90 في عقد الأمان 913
91 في العاقد 914
92 في عبارة الأمان 915
93 في احكام الأمان 916
94 في كيفية الأمان 917
95 في احكام الغنيمة 921
96 في الغنيمة وما ينقل ويحول 922
97 في احكام الأسارى 926
98 في احكام الأرضين 934
99 في كيفية قسمة الغنائم 938
100 في احكام السلب 942
101 في كيفية القسمة 948
102 في الاسهام 951
103 في اللواحق 956
104 في احكام أهل الذمة 959
105 في وجوب الجزية ومن يؤخذ منه 959
106 في مقدار الجزية 965
107 فيما يشترط على أهل الذمة 968
108 في احكام المساكن والأبنية 971
109 في احكام المهادنة والمهاونة 973
110 في تبديل أهل الذمة ونقص العهد 979
111 في حكم من المعاهدين والمهاونين 981
112 في قتال أهل البغي 982
113 في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر 991
114 في اللواحق 994
115 في التجارة 998
116 في آداب التجارة 1000
117 في محرمات التجارة 1003
118 في الاحتكار 1006
119 في احكام التجارة 1008
120 في كسب الحجام وأمثاله 1019
121 في جوائز السلطان 1024
122 في النفقة 1028
123 في طلب الرزق 1030