أما العوار ففي الصحاح أنه العيب وأما العيب فالظاهر من اللغة والعرف أنه النقص عن مرتبة الصحة {2} المتوسطة بينه وبين الكمال، فالصحة ما يقتضيه أصل الماهية المشتركة بين أفراد الشئ لو خلي وطبعه والعيب والكمال يلحقان له لأمر خارج عنه ثم مقتضى حقيقة الشئ قد يعرف من الخارج كمقتضى حقيقة الحيوان الأناسي وغيره فإنه يعلم أن العمى عيب ومعرفة الكتابة في العبد والطبخ في الأمة كمال فيهما وقد يستكشف ذلك بملاحظة أغلب الأفراد فإن وجود صفة في أغلب أفراد الشئ يكشف عن كونه مقتضى الماهية المشتركة بين أفراده وكون التخلف في النادر لعارض.
____________________
بيان حقيقة العيب {1} قوله القول في ماهية العيب وذكر بعض أفراده تحقيق القول في المقام في طي مسائل الأولى في بيان ماهية العيب، واستقصاء القول فيها بالبحث في جهات الأولى أنه طفحت كلماتهم تبعا لمرسل السياري (1) بأن (كل ما زاد أو نقص عن الخلقة الأصلية فهو عيب، وهذه عبارة أخرى عما في المتن {2} أنه النقص عن مرتبة الصحة وظاهر ذلك أن كل ما ثبت في أصل الخلقة من الأجزاء والأوصاف فزاد ذلك السئ أو نقص فهو عيب، فينحصر العيب في الزيادة والنقيصة الخلقية، وعبر جماعة عن ذلك بالخروج عن المجري الطبيعي، ولكن المفهوم العرفي من العيب أعم من ذلك، فإن الخراج الثقيل الخارج عما جرت العادة عليه في الأراضي عيب عند العرف، مع أن الخراج أجنبي عن الخلقة الأصلية للأرض، وهو في الشرع أيضا كذلك، فإن عدم حيض الجارية المدركة