والمراد بالسواد الشخص، ومنه معنى العموم لقولهم: أهل الناس الدينار الأصفر والدرهم الأبيض، والمخترم أي الهالك، وفي الدعاء تأويل آخر يصرف السؤال عنه وهو أن المراد بالسواد المخترم المعذبين من الأموات بسبب كفرهم فإنهم هم الهالكون في الحقيقة فيكون ذلك حمدا على الإيمان المنجي من الهلاك بطريق الكتابة.
مسألة [353]: قوله: فإن رأى بللا مشتبها بعد الغسل أعاد، الصور هنا خمس:
أ: البول والاستبراء.
ب: الاستبراء مع عدم إمكان البول وفي هاتين لا إعادة لغسل ولا وضوء.
ج: استبرأ مع إمكان البول.
د: لم يبل ولم يستبرئ وفي هاتين يعيد الغسل.
ه: بال ولم يستبرئ فيعيد الوضوء لا غير، هذا كله مع اشتباه البلل، وفي كلام يرى نظران:
أ: إطلاقه البلل وهو شامل للمتيقن الذي ليس محلا للتفصيل وجوابه التشبه بالبلل يغني عن التقييد بالاشتباه لأن المتيقن له اسم خاص كالمني والبول والوذي والمذي.
ب: أنه علق عدم الإعادة على وجود أحد الأمرين، والاستبراء إنما يتعلق به حكم عدم الإعادة مع عدم إمكان البول ولم يعتد به، فيكون قد رتب الحكم على ما هو أعم من نسبته وظاهرهم منعه، وجوابه المراد بالاستبراء هنا الاجتهاد في إخراج المني، وظاهر أن الطريق إليه البول أو ما يضاهيه من المسحات المخصوصة ولما جعله قسما للبول أشعر بعدم إمكان البول، إذا لو أمكن لما تحقق الاجتهاد المذكور.