ويستحب أن يصلى ليلة النصف من شعبان أربع ركعات يقرأ في كل واحدة منها الحمد مرة وقل هو الله أحد مائة مرة. وبالجملة يستحب إحياء هذه الليلة بالصلوات والأدعية فإنها ليلة شريفة عظيم الثواب.
وإذا أراد الانسان أمرا من الأمور لدينه أو دنياه يستحب له أن يصلى ركعتين يقرأ فيهما ما شاء ويقنت في الثانية، فإذا سلم دعا بما أراد ثم ليسجد وليستخر الله في سجوده مائة مرة يقول: أستخير الله في جميع أموري خيرة في عافية، ثم يفعل في قلبه. والروايات في هذا الباب كثيرة والأمر فيها واسع والأولى ما ذكرناه.
فأما الرقاع والبنادق والقرعة فمن أضعف أخبار الآحاد وشواذ الأخبار لأن رواتها فطحية ملعونون مثل زرعة ورفاعة وغيرهما فلا يلتفت إلى ما اختصا بروايته ولا يعرج عليه.
والمحصلون من أصحابنا ما يختارون في كتب الفقه إلا ما اخترناه ولا يذكرون البنادق والرقاع والقرعة إلا في كتب العبادات دون كتب الفقه فشيخنا أبو جعفر الطوسي رحمه الله لم يذكر في نهايته ومبسوطه واقتصاده إلا ما ذكرناه واخترناه، ولم يتعرض للبنادق، وكذلك شيخنا المفيد في رسالته إلى ولده لم يتعرض للرقاع والبنادق بل أورد روايات كثيرة فيها صلوات وأدعية ولم يتعرض لشئ من الرقاع، والفقيه عبد العزيز بن البراج رحمه الله أورد ما اخترناه فقال: قد ورد في الاستخارة وجوه عدة وأحسنها ما ذكرناه. وأيضا فالاستخارة في كلام العرب الدعاء وهو من استخارة الوحش وذلك أن يأخذ القانص ولد الظبية فيعرك أذنه فيبغم فإذا سمعت أمه بغامه لم تملك أن تأتيه فترمي بنفسها عليه فيأخذها القانص حينئذ. قال حميد بن ثور الهلالي وذكر ظبية وولدها ودعاءه لها لما أخذه القانص فقال:
رأت مستخيرا فاستزال فؤادها بمحنية تبدو لها وتغيب.
أراد رأت داعيا فكان معنى استخرت الله استدعيته إرشادي.
وكان يونس بن حبيب اللغوي يقول: إن معنى قولهم استخرت الله استفعلت من الخير أي سألت الله أن يوفق لي خير الأشياء التي أقصدها، فمعنى صلاة الاستخارة على هذا أي صلاة الدعاء.
وإذا عرض للإنسان حاجة فليصم الأربعاء والخميس والجمعة ثم ليبرز تحت السماء في