فقال: يا رب قد صليت ابتغاء وجهك فيقال له هل صليت ليقال: ما أحسن صلاة فلان اذهبوا به إلى النار (1).
ومنها رواية مسعد بن زياد عنه عليه السلام عن آبائه عليهم السلام إن رسول الله صلى الله عليه وآله سئل فيما النجاة غدا فقال: إنما النجاة في أن لا تخادعوا الله فيخدعكم فإنه من يخادع الله يخدعه ويخلع عنه الايمان ونفسه يخدع لو يشعر قيل له: فكيف يخادع الله قال: يعمل بما أمره الله ثم يريد به غيره فاتقوا الله في الرياء فإنه الشرك بالله إن المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء يا فاجر يا كافر يا غادر يا خاسر حبط عملك وبطل أجرك فلا خلاص لك فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له إلى غير ذلك من الأخبار وقد جمعنا روايات الرياء في المجلد الأول من كتابنا مرقاة الكمال فراجع.
ويستفاد من هذه الروايات وغيرها حرمة الرياء وبطلان عمل المرائي.
فما عن السيد - من أن عمل المرائي صحيح مسقط للأمر ولكنه غير مقبول عند الله لأن الصحة أعم من القبول كما يدل على ذلك قوله تعالى: إنما يتقبل الله من المتقين (2) - ضعيف جدا مناف لظاهر الأخبار وأما غير الرياء من الضمائم سواء أكانت راجحة مثل الصلاة في المسجد أو مرجوحة مثل الصلاة في الحمام أو مباحة متساوية الطرفين فإن كانت داعيا مستقلا إلى اتيان الوضوء سواء أكان له داع إلهي أيضا إلى اتيانه بحيث يكون كل من الداعيين سببا مستقلا لاتيانه أو يكون الداعي الإلهي تابع للداعي غير الإلهي فالظاهر هو الحكم بالبطلان أيضا لعدم استناد الفعل إليه تعالى بالخصوص بل إليه وإلى غيره.
وأما إذا كان الداعي الإلهي محركا له بالاستقلال نحو اتيان الفعل ولكن قد انضم إلى هذا الداعي دواع أخر تابعة لهذا الداعي بحيث يسند الفعل إليه تعالى فالظاهر هو الحكم بالصحة لعدم الدليل على بطلان العمل الذي يكون مع داعيه الإلهي غيره مما لا يكون رياءا مضافا إلى أنه قلما يتفق خلوص النية من جميع الدواعي النفسانية بحيث لا يكون المقصود من اتيان العمل إلا وجهه تعالى فقط والالتزام ببطلان العمل في جميع هذه الموارد كما ترى.
الثاني من الواجبات غسل الوجه والمشهور اعتبار الغسل من الأعلى والذي استدل