إبليس يجلس بين أليتي الرجل فيحدث ليشككه (1) فإن الظاهر من هذين الخبرين أن سماع الصوت أو وجدان الريح علامة موجبة لحصول العلم بخروجها.
ويدل على كون مطلق خروج الريح ناقضا سواء سمع صوتها أو وجد ريحها أم لا رواية قرب الإسناد عن علي بن جعفر عن أخيه موسى صلوات الله عليه قال: وسألته عن رجل يكون في الصلاة فيعلم أن ريحا قد خرجت فلا يجد ريحها ولا يسمع صوتها قال (ع):
يعيد الوضوء والصلاة ولا يعتد بشئ مما صلى إذا علم ذلك يقينا (2) الرابع من النواقض النوم لا مطلقه بل ما يكون غالبا على السمع والبصر ومستند ذلك روايات متضافرة.
منها رواية سعد عن الصادق عليه السلام قال: أذنان وعينان تنام العينان ولا تنام الأذنان وذلك لا ينقض الوضوء فإذا نامت العينان والأذنان انتقض الوضوء (3).
ومنها رواية زرارة أو موثقته قال: قلت له: الرجل ينام وهو على وضوء أتوجب الخفقة والخفقتان عليه الوضوء فقال: يا زرارة قد تنام العين ولا ينام القلب والأذن فإذا نامت العين والأذن والقلب وجب الوضوء الخبر (4).
ومنها رواية ابن بكير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام قوله تعالى: إذا أقمتم إلى الصلاة ما يعني بذلك قال: إذا قمتم من النوم قلت: ينقض النوم الوضوء فقال: نعم إذا كان يغلب على السمع ولا يسمع الصوت (5) فيظهر من هذه الروايات أن مطلق النوم غير ناقض بل الناقض هو النوم الغالب على السمع والبصر وعبر عن هذا المعنى في بعض الروايات بالغالب على القلب أو الذاهب بالعقل مثل قول علي عليه السلام في حديث الأربعمأة إذا خالط النوم القلب فقد وجب الوضوء (6) ومثل الرواية المروية عن الرضا عليه السلام وقد سئل عن الرجل ينام على دابته فقال: إذا ذهب النوم خ بالعقل فليعد الوضوء (7) ولكن ليس في بعض الأخبار التقييد بكونه غالبا على السمع بل يستفاد منه أن مطلق النوم ناقض كرواية عبد الحميد بن العواض عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته