إذ لو كان لها فعل أو انفعال لا بمشاركة المادة ووضعها لكان وجودها لا في مادة فان الوجود قبل الايجاد والقبول لان كلا منهما متقوم بأصل الوجود (1) فكل قوه حصل لها شئ من حيث نفسها لا من حيث مادتها لكان لتلك القوة قوام الوجود دون الجسم فكانت مجرده ذاتا وادراكا وقد فرضت قوه جسمانية فاذن لو كانت مدركه لها لكان لتلك الصورة وضع بالنسبة إلى محل تلك القوة فكانت الصورة أيضا ذات وضع وكل صوره ذات وضع فهي منقسمة بالفعل أو بالقوة ولا يخلو اما ان يكون أقسامها متشابهه أو غير متشابهه فان كانت متشابهه الأقسام فيكون المعقول لم يعقل مره بل مرارا غير متناهية بالقوة (2) وان كانت مختلفة الأقسام وجب ان يكون بعضها قائما مقام الفصول من الصورة التامة وبعضها قائما مقام الجنس لان اجزاء الشئ إذا لم يكن أجزاءا لهويته المقدارية كانت اجزاء ا معنوية لصورة ذاته فكان معنى تلك الصورة متقومة بمعاني مختلفة ومعنى الذات لا يمكن ان ينقسم الا على هذا الوجه بان يكون من أجناس وفصول لكن قسمه المعاني إذا كانت بإزاء القسمة المقدارية (3) وهي ليست واجبه أن تكون على جهة واحده بل يمكن على جهات مختلفة فيمكن ان يكون اجزاء الصورة كيف اتفقت القسمة جنسا وفصلا فلنفرض جزئين أولا جزءا جنسيا وجزءا فصليا معينا ثم لنقسم
(٤٩٤)