المقداري كالحيوان والفلك وغيرهما فإذا جردت عن الزوائد والعوارض بقي لها كونها منقسمة بالفعل أو بالقوة القريبة لان ذاتي ماهية الشئ لا ينفك عنها بحسب أنحاء وجودها الخارجي والعقلي فيقوى الاشكال ويعسر الانحلال.
واما على طريقتنا فان ماهية الشئ عبارة عن مفهومها ومعناها فمعنى الجسمية مثلا مفهوم قولنا جوهر قابل للابعاد وله وجود في الخارج ووجود في العقل فإذا وجدت معنى الجسمية في العقل يوجد بوجود آخر غير هذا الوجود وذلك الوجود حامل للمفهوم من الجسمية بحيث هو هو فيحمل على تلك الماهية انها ماهية كذا حملا أوليا ولكن لا يصدق على ذلك الوجود العقلي انه قابل للابعاد وانه قابل للانقسام المقداري وكذا السواد ماهيته عبارة عن مفهوم اللون القابض للبصر فإذا وجدت ماهيته في المادة الجسمية يترتب عليه اثر الوجود وإذا وجدت ماهيته في العقل يكون لها نحو آخر من الوجود حامل لمفهومها ومعناها ومفهوم اللونية والقبض للبصر غير تحققهما بالفعل ووجودهما هذا الوجود المكشوف لكل أحد بل وجودا عقليا لو حضر ذلك الوجود لعاقل أو عنده لأدرك منه معنى اللون القابض للبصر من غير أن يعقل فيه هذا الفعل الخارجي (1) وبالجملة للأشياء وجودات متفاوتة بالذات والهوية مع كونها واحده المعنى والماهية قد ساقنا إلى العلم بتعدد أنحاء الوجودات ادراكاتنا للحقائق والماهيات كالانسان مثلا تارة بنحو الاحساس وتارة بالتخيل وطورا بالتعقل فعلمنا ان لماهية واحده أطوارا من الوجود بعضها مادي وبعضها عقلي صرف وبعضها متوسط بينهما