السواد والبياض في الذهن أو للذهن (1) والبداهة حاكمه بامتناع اجتماعهما في الأجسام والمواد فاذن المحل الذي حضرا فيه وجب ان لا يكون جسما ولا جسمانيا والمدرك لمثل هذه الصور الجزئية التي يمتنع عن الكلية والاشتراك بين الكثيرين لا يكون عقلا بل خيالا فثبت ان القوة الخيالية مجرده عن المواد كلها.
لا يقال التضاد بين السواد والبياض لذاتيهما فأين حصلا فلا بد وان يتضادا.
فنقول انه من المحتمل (2) ان يكون تضادهما في المحال التي تنفعل عن كل منهما وتتأثر فان الجسم إذا حل فيه السواد يتغير ويترتب عليه آثار مخصوصة كقبض الابصار ونحوه وإذا حل فيه البياض يتغير ويترتب عليه آثار يخالف تلك الآثار واما المحل الادراكي فلا ينفعل عنهما مثل هذه الانفعالات والاستحالات وكل منهما يطرء ويزول ويجتمع معا ويفترق معا وهو كما كان هذا إن كان الخيال محلا لهما واما على ما حققناه من أن حصول تلك الصور له هو بعينه حصولها عنه لان نسبته إليهما بالفاعلية لا بالقبول الانفعالي ولو كان هناك قابلية كانت قابلية هي عين الفاعلية كما في علوم المفارقات وبالجملة شرط التضاد بينهما هو الموضوع