ان عالميتها بالأشياء لازمه للنفوس ذاتية لها وهذه الحجة في غاية الوهن و الركاكة (1) فان قولهم خلوها عن العلوم ذاتي لها أو عرضي مغلطه نشأت من اخذ ما بالعرض مكان ما بالذات واخذ ما ليس بمتناقضين بدل المتناقضين (2) فنقول ليس إذا لم يكن العلوم ذاتية للنفوس يجب ان يكون عدم العلوم عنها ذاتيا لها ونحن لسنا نحكم بان النفوس تقتضي لا وجود العلم بل نحكم بأنها لا تقتضي وجود العلم بل العلم ممكن الحصول لها فإذا لم يوجد السبب لم يكن حاصلا ولكن ليس كل ما كان معدوما كان واجب العدم والا لكان كل ممكن معدوما (3).
وأيضا لو كانت العلوم ذاتية لها لكانت متصفة بها غير منفكة عنها.
قالوا إنها وان كانت عاقلة للمعقولات عالمه بها الا ان اشتغالها بالبدن (4)