واستغراقها في تدبيره يمنعها عن الالتفات إلى حالها في خاص ذاتها.
ونقول هذا باطل لان الصور العقلية اما أن تكون حاضره في النفس موجودة فيها بالفعل أو لا يكون فان كانت حاضره موجودة بالفعل وجب أن تكون مدركه لها شاعره إياها بذلك الحضور إذ لا معنى للشعور الا ذلك الحضور وان لم تكن حاضره فيها بالفعل لم يكن ذلك ذاتيا.
فان قلت تلك العلوم كانت في خزانة معقولاتها.
قلنا كون العلم في خزانة النفس معناه حصول ملكه الاسترجاج لها إياه باتصالها بتلك الخزانة وهذه الملكة لا تحصل الا بادراكات سابقه (1) ولو كان مجرد حصول المعقولات في جوهر عقلي من شانه ان يرجع إليه النفوس بعد تحصيلها ملكه الاتصال تعقلا لكان كل نفس عالمه بجميع ما في العقل الفعال بهذا المعنى (2) فيرجع هذا الكلام إلى التأويل المذكور إذ الفرق الضروري حاصل بين العالم بالفعل والعالم بالقوة بهذا المعنى