لذاته وذلك الغير المطابق إن كان له نسبه واضافه إلى ذاته فذاته (1) انما صارت معلومه لأجل تلك النسبة فالعلم والادراك والشعور هو تلك النسبة وان لم يكن إليه نسبه وتلك الصورة غير مطابقه ولا مساوية في الماهية لم يصر ذلك الشئ معلوما لان حقيقته غير حاضره ولا للذهن إليه نسبه فالذهن منقطع الاختصاص بالنسبة إليه فيستحيل ان يصير معلوما فهذا برهان قاطع على أن العلم حالة نسبية انتهى.
أقول والعجب من هذا المسمى بالامام كيف زلت قدمه في باب العلم حتى الشئ الذي به كمال كل حي وفضيلة كل ذي فضل والنور الذي به يهتدى الانسان إلى مبدء ه ومعاده عنده من أضعف الاعراض وانقص الموجودات التي لا استقلال لها في الوجود اما تأمل في قوله تعالى في حق السعداء نورهم يسعى بين أيديهم وبايمانهم اما تدبر في قول الله سبحانه ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور وفي قوله تعالى هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون ألم ينظر في معنى قول رسوله ع الايمان نور يقذفه الله في قلب المؤمن فهذا وأمثاله كيف يكون حقيقتها حقيقة الإضافة التي لا تحصل لها خارجا وذهنا الا بحسب تحصل حقيقة الطرفين ثم الذي عليه مبنى تشكيكه هو عدم الفرق بين ماهية الشئ ووجوده وقد نبهنا مرارا على أن للماهية الواحدة قد يكون أنحاء من الحصولات المتبائنة في الهوية الوجودية وقد يكون لكثير من الماهيات المتخالفة المعاني وجود واحد بسيط ذاتا واعتبارا فقوله لو كان ادراك الشئ لذاته عين ذاته لكان كل ما هو حقيقة الذات يكون حقيقة الادراك وكل ما هو حقيقة الادراك حقيقة الذات أقول في الجواب ان أراد بالحقيقة الوجود فالقضيتان الموجبتان متعاكستان من غير مفسده (2) فان قولنا كلما تحقق وجود الجوهر المفارق تحقق ادراك الشئ لذاته وكلما تحقق ادراك الشئ لذاته كان ذلك الادراك