ارادته وسائر نعوته كلها تقوم بذاته فهذه الإضافة بينه تعالى وبين ذاته امر يعتبره العقل على قياس ما يجده في غيره تعالى من الممكنات الموصوفة بما يزيد عليها تنبيها على سلب الزوائد عنه تعالى (1) لا على اثبات الإضافة في ذاته تعالى فالنسبة هناك مجازيه مرجعها سلب نسبه التركيب والكثرة عنه فكذا المغايرة بين الطرفين مجازيه فإذا تقرر هذا فنقول اضافه كون الذات المجردة عاقلة لنفسها من هذا القبيل لأنها لا توجب تكثرا لا في الخارج ولا في الذهن وذلك لان تلك الإضافة شئ يعتبرها العقل قياسا على عاقلية شئ لغيره فهي بالحقيقة غير واقعه والذي هو في الواقع ذات بسيطه غير محتجبة عن ذاته والعلم هو الوجود المجرد عن المادة عندنا (2) فهذا الوجود كما أنه موجود لذاته كذلك معقول لذاته وكما أن موجودية الوجود لذاته لا توجب اثنينية في الذات ولا في حيثية الذات الا بمجرد الاعتبار فكذلك معقوليته لذاته لا توجب مغايرة لا في الذات ولا في الجهات والحيثيات بل بمجرد الاختلاف في المفهومات لما علمت من أن المفهومات المتغايرة قد تتحد في الوجود و الحقيقة فوجود واحد بسيط لا شوب تركيب فيه أصلا يمكن ان يكون مصداقا لمفهومات كثيره كلها متحد في الوجود فيه وان كانت في مواضع أخرى موجودة بوجودات متعددة في الخارج أو بجهات مختلفة في الذهن فالذات المجردة البسيطة لكونها مجرده عن الموضوع يصدق عليها مفهوم الجوهر ولكونها صوره مجرده عن المادة يصدق عليها مفهوم العقل ولكونها صوره لذاته يصدق عليها مفهوم المعقول و لكونها غير موجودة لغيره بل لذاته يصدق عليها مفهوم العاقل ولكونها وجود برئ
(٣٥٦)