كعرض السماوات والأرض فان العوالم هي ما هي بصورها لا بمادتها واعلم أن العوارض الغريبة التي يحتاج الانسان في التعقل لشئ إلى تجريده عنها ليست ماهيات الأشياء ومعانيها إذ لا منافاة بين تعقل شئ وتعقل صفة أخرى معه وكذا التي لا بد في تخيل الشئ إلى تجريده عنها ليست هي صورها الخيالية إذ لا منافاة بين تخيل شئ وتخيل هياه أخرى معه بل المانع من بعض الادراكات هو بعض أنحاء الوجودات لكونه ظلمانيا مصحوبا للاعدام الحاجبة للأمور المغيبة لها عن المدارك كالكون في المادة فان المادة الوضعية توجب احتجاب الصورة عن الادراك مطلقا وكذا الكون في الحس والخيال ربما يمنعان عن الادراك العقلي لكونهما أيضا وجودا مقداريا وإن كان مقدارا مجردا عن المادة والمعقول ليس وجوده وجودا مقداريا فهو مجرد عن الكونين وفوق العالمين فقد علم أن أنحاء الوجودات متخالفة المراتب بعضها عقلية وبعضها نفسانية وبعضها ظلمانية غير ادراكية واما الماهيات فهي تابعه لكل نحو من طبقات الوجود فالانسان مثلا يوجد تارة انسانا شخصيا ماديا وتارة انسانا نفسانيا وتارة انسانا عقليا كليا فيه جميع الناس بوحدتها الجمعية العقلية التي لا يمكن فيها الكثرة مع الاتحاد في النوع وبما حققنا اندفع اشكال مذكور في كتب القوم وهو ان الصورة العقلية من حيث حلولها في نفس جزئيه حلول العرض في الموضوع تكون جزئيه ويكون تشخصها وعرضيتها وحلولها في تلك النفس ومقارنتها بصفات تلك النفس عوارض جزئيه غريبه لا ينفك عنها وهذا يناقض قولهم العقل يقدر على انتزاع صوره مجرده عن العوارض الغريبة.
وقد أجيب عنه في المشهور ان الانسانية المشتركة الموجودة في الأشخاص في نفسها مجرده عن اللواحق والعلم بها لكونها علما بأمر كلي (1) يقال له انه علم