وتبدل الهيولى في صورها الجوهرية فان ذلك عند الشيخ وجمهور الحكماء لا يمكن ان يكون على سبيل التدريج وسينكشف لك الحق الذي فيه وقوله على سبيل اتجاه نحو شئ احترز به عن تبدل الجسم في ضوئه مثلا والانتقال عنه يسيرا يسيرا إلى الظلمة فإنه وإن كان فيه تبدل في حال قاره تدريجا الا انه ليس بحركة لعدم كونه على سبيل التوجه نحو شئ وأراد بالسببية المعبر عنها بالباء القريبة الذاتية احترازا عن تبدل أحوال قاره تدريجا لا يكون الوصول إلى ما يترتب عليه أوليا أو ذاتيا كما ستعلم في مباحث العلة الغائية من أن الغاية قد تكون ذاتية وقد تكون عرضية وبذلك يخرج عن الحد الانتقال من جده إلى جده أو من اضافه إلى اضافه إذ كل منهما وإن كان تدريجيا الا ان شيئا منهما ليس غاية ذاتية أو أولية بل التبدل فيهما مسبوق بتبدل في غيرهما وانما عمم في الغاية المذكورة ليشمل ما لها غاية بالفعل كما لا تدوم من الحركات المستقيمة وما ليس لها غاية بالفعل كما تدوم من الحركات الدورية إذ ما يحصل لها انما هو وضع تدريجي صالح لان يفصل إلى أوضاع لا يكون شئ منها بالفعل بل بالقوة القربية من الفعل.
ومن تعاريفها ما ذكره رهط من حكماء الاسلام وفاقا للمتقدمين وهو ان حركه زوال من حال أو سلوك من قوه إلى فعل وفي الشفاء ان ذلك غلط لان نسبه الزوال (1) والسلوك إلى حركه ليست كنسبة الجنس أو ما يشبه الجنس بل كنسبة الألفاظ المترادفة إياها إذ هاتان اللفظتان وحركه وضعت أولا لاستبدال الشئ في المكان ثم نقلت إلى الأحوال.