منها الفاعل بالطبع وهو الذي يفعل بطبعه الجسماني حين هو مخلى وطبعه من غير عائق.
ومنها الفاعل بالقسر وهو الذي يفعل بطبعه المقسورة على خلاف ما يقتضيه حين ما هو مخلى ونفسه بتحريك قاسر وتحويل محول.
ومنها الفاعل بالتسخير وهو الطبيعة التي تفعل باستخدام القوة القاهرة عليها فيما ينشأ منها في المادة السفلية من الحركات والاستحالات كالقوى الحيوانية والنباتية فيما يصدر عنها طاعة للنفوس وخدمه للقوى كالجذب والدفع والإحالة والهضم و التنمية والتوليد وغير ذلك فان صدور هذه الأفاعيل منها ليس بحسب طبايعها مخلاة ولا بالقسر المخالف للطبع بل بحسب الموافقة لمباديها المقتضية إياها المقومة لوجوداتها ففاعليتها نوع آخر مخالف للطبيعي والقسري ومخالف أيضا للإرادي من حيث إنه إرادي مثال ذلك أن النفس إذا حركت البدن بالاختيار فهذه حركة لها نسبه في الصدور إلى النفس ولها نسبه فيه أيضا إلى البدن فإذا نسبتها إلى النفس فسمها اختيارية وإذا نسبتها إلى البدن أو آله من آلاته فسمها تسخيرية إذ لا اختيار البدن وقواه الطبيعية وهذه الثلاثة أيضا مشتركة في أنها مجبورة في فعلها ولو