التصور وهكذا حال كثير من الأمور التي هي ظاهره (1) الآنية خفيه الماهية وحينئذ لا يلزم الدور وهذا الجواب مما ذكره صاحب المطارحات واستحسنه الإمام الرازي في المباحث المشرقية لكن المتقدمين لم يلتفتوا إلى هذا التعريف لاشتماله على دور خفى إذ لا بد ان يعتبر في تلك الأمور الانطباق على امر ممتد تدريجي الحصول ولذلك قال الشيخ في الشفاء جميع هذه الرسوم يتضمن بيانا دوريا فاضطر مفيدنا هذه الصناعة إلى أن سلك مسلكا آخر فالقدماء عدلوا عن ذلك فقالوا حركه ممكن الحصول وكل ما يمكن حصوله للشئ فان حصوله كمال لذلك الشئ فاذن حركه كمال لما يتحرك ولكنها تفارق سائر الكمالات من حيث إنه لا حقيقة لها الا التعدي إلى الغير والسلوك إليه فما كان كذلك فله لا محاله خاصيتان إحداهما انه لا بد هناك من مطلوب ممكن الحصول ليكون التوجه توجها إليه الثانية ان ذلك التوجه ما دام كذلك فإنه (2) بقي منه شئ بالقوة فان المتحرك انما يكون متحركا بالفعل إذا لم يصل إلى المقصود فما دام كذلك فقد بقي منه شئ بالقوة فاذن هويه حركه متعلقه بان يبقى منها شئ بالقوة وبان لا يكون الذي هو المقصود من حركه حاصلا بالفعل واما سائر الكمالات فلا يوجد منها واحده من هاتين الخاصيتين فان الشئ إذا كان مربعا بالقوة صار مربعا بالفعل فحصول المربعية هي من حيث هي لا يوجب ان يقتضى ويستعقب شيئا وأيضا فعند حصوله لا يبقى منه شئ بالقوة
(٢٣)