فيه إشارة إلى أن حالها في صفة من الصفات في كل آن مغايرة لحالها قبل ذلك الان وبعده.
ويمكن توجيه كلامهما بما يدل على تمام التعريف من اخذ التدريج (1) الاتصالي فيه فان الشئ إذا كان حاله في كل حين فرض مخالفا لحاله في حين آخر قبله أو بعده كانت تلك الأحوال المتتالية أمورا متغايرة تدريجية على نعت الوحدة والاتصال فأفلاطون عبر عن هذا المعنى بالخروج عن المساواة وفيثاغورس عبر عنه بالغيرية والمقصود واحد ولا يرد عليهما ان كلا من هذين المعنيين امر بسيط لا يعقل فيه الامتداد والاتصال فليس شئ منهما تمام حقيقة حركه لكن الشيخ لم يلتفت إلى التوجيه المذكور وقال في الشفاء ان حركه قد حدت بحدود مختلفة مشتبهة وذلك لاشتباه الامر في طبيعتها (2) إذ كانت لا يوجد أحوالها ثابته بالفعل ووجودها فيما يرى أن يكون قبلها شئ قد بطل وشئ مستأنف الوجود فبعضهم حدها بالغيرية إذ كانت توجب تغير الحال وإفادة لغير ما كان ولم يعلم أنه