التسع العرضية أعني مقولة ان يفعل وهو التأثير التجددي كتسخين المسخن ما دام يسخن وتسويد المسود ما دام يسود واما فعل الفاعل بمعنى المعطى للوجود مطلقا فلا يشترط فيه سبق العدم فعله الحاجة إلى المؤثر في مطلق الفعل هي الامكان و اما الفعل التجددي الذي لا بقاء له في زمانين كالحركة والزمان وكذا الطبيعة السارية في الأجسام فيصدق فيه انه يفتقر إلى الفاعل في الحدوث لا في البقاء إذ لا بقاء له ويصدق فيه أيضا انه لا يفتقر الا في الامكان لان امكانه امكان وجود امر حادث متجدد كما سيأتي واما المتكلمون فما عنوا بقولهم هذا المعنى ولا حاموا حوله بل صرحوا بان الباري لو جاز عليه العدم بعد ايجاده للعالم لما ضر عدمه وجود العالم والحق عند المحققين ان وجود المعلوم وجود تعلقي لا قوام له الا بوجود جاعله الفياض عليه وليس تعلق المعلول الحادث بغيره من جهة ماهيته لأنها غير مجعولة ولا لأجل عدمه السابق عليه إذ لا صنع للفاعل فيه ولا لكونه بعد العدم إذ هذا الوجود من ضرورياته انه بعد العدم والضروري غير معلل فاذن تعلق الحادث بعلته انما هو من حيث له وجود غير مستقل القوام بذاته لضعف تجوهره وقصور هويته عن التمام الا بوجود غيره حتى يتم بوجوده فوجود علته هو تمامه وكماله وينتهي في سلسله الافتقار إلى ما هو تام الحقيقة في ذاته وبه تمام كل تام وغنى كل ذي فاقه وغاية كل حركة وطلب دفعا للدور والتسلسل وهو التام وفوق التمام لما ذكرناه فكل ما سواه متعلق به مفتقر إليه وقد مر ان الافتقار إليه لما سواه كأنه مقوم لها ولو كانت الحوادث تامه القوة على قبول الإفاضة لهوياتها لكانت موجودة دائما لكنها انما يتم امكاناتها واستعداداتها لقبول الوجود بتغيرات تعرض لها شيئا بعد شئ فيتم بها قوتها على الوجود فمتى تمت قوتها وجدت بلا مهلة وتراخ فظهر ان كل فعل مع فاعله التام ولهذا حكم المعلم الأول ان الفعل الزماني لا يكون الا لفاعل زماني وقال إذا أردت ان تعلم أن الفاعل لهذا الفعل زماني أو غير زماني فانظر في حال فعله فإن كان فعله واقعا تحت الزمان ففاعله أيضا كذلك لعدم انفكاكه عنه
(١٩)