الثاني قوله إذا زالت تلك الضرورة عادت الطبيعة لا معنى له لان الامر الضروري الواجب الحصول كيف زال بلا علة.
الثالث ان لوازم الماهية ليست كما زعمه فإنها معلوله للماهية بشرط وجود ما خارجيا كان أو ذهنيا عند بعض ومعلوله للماهية من حيث هي عند بعض آخر ولعله الماهية عند بعض آخر والحق عندنا انها معلوله بالعرض وعلى أي تقدير لا ينفك حصولها عن حصول علة الماهية.
ومن الاشكالات ان السكون زماني قابل للانقسام بانقسام زمانه فكل مقدار من السكون يفرض بين الحركتين فيمكن الاكتفاء بأقل من ذلك بينهما فما سبب التعيين لزمانه.
والجواب ان الجسم يختلف حاله باختلاف العظم والصغر والكثافة واللطافة والثقل والخفة وغير ذلك فهي يجوز كونها أسبابا لمقادير السكون.
ومما تمسك به نفاه السكون ان الحجر العظيم النازل إذا عارضه في مسلكه حبة مرمية إلى فوق حتى يماسه فان سكنت الحبة عند التماس يستلزم وقوف الجبل الهابط بملاقاة الحبة الصاعدة.
وأجيب في المشهور بان الخردلة ترجع بمصادمة ريح الجبل فيسكن قبل ملاقاة الجبل ثم لما ورد عليهم انا نشاهد ان الملاقاة كانت حال الصعود دون الرجوع كما في السهم الصاعد بل كما في حركه اليد إلى فوق عند هبوط حجر ثقيل قالوا وقوف الجبل مستبعد ليس بمحال.
قال الإمام الرازي هذا وإن كان بعيدا لكنه ممكن ساق البرهان إليه فوجب التزامه.
أقول وأي برهان اقتضى ذلك فان البرهان قد اقتضى السكون بين حركه وحركه أخرى حقيقة لا حركه مجازيه فان حركه بالعرض كحركة جالس السفينة سكون بالذات فقد انتهت حركه الأولى بالسكون ولا استحالة في كون الجسم ساكنا في بعض زمان لصوقه بشئ يتحرك معه بالعرض وان كانت إلى جهة حركته الطبيعية لو خليت لبقاء القوة الغريبة معه بعد