الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٤ - الصفحة ٢١٣
تحصيل المحيط ليلزم الوقوف ولا من الانقباض تحصيل المركز بل دفع الهواء (1) المفسد لمزاجه والاحتياج إلى هذين مما يتعاقب لحظه فلحظه فيتعاقبه الآثار المتضادة عن القوة الواحدة.
أقول الأولى تخميس الأقسام في حركه (2) فان هاهنا قسما آخر من حركه بالحري ان يسمى تسخيرية وهي التي مبدأها النفس باستخدام الطبيعة استخداما بالذات لا بالقصد الزائد ولأجل اضافه هذا القسم اما ان يجعل الطبيعية قسمين ما يكون بالاستخدام أو لذاتها واما ان يجعل النفسانية قسمين ما يكون بالإرادة الزائدة أو باستخدام الطبيعة ومن هذا القسم ما ينسب إلى طبيعة الفلك من حركه المستديرة فإنها تفعل باستخدام النفس إياها.
وقد اشتهر من قدماء الحكماء ان الفلك له طبيعة خامسه وحيث لم يتيسر للمتأخرين نيل مرامهم ذكروا في تأويله وجهين. (3) أحدهما ان حركات الأفلاك وان لم تكن طبيعية لكنها ليست مخالفه لمقتضى طبيعة أخرى لتلك الأجسام لأنه ليس مبدأها أمرا غريبا عن الجسم فكأنه طبيعة.
وثانيهما ان كل قوه فهي انما تحرك بواسطة الميل على ما عرفت فمحرك حركه الأولى لا يزال يحدث في ذلك الجسم ميلا بعد ميل وذلك الميل لا يمتنع ان يسمى طبيعة لأنه ليس بنفس ولا إرادة ولا امر حصل من خارج ولا يمكنه ان لا يحرك أو يحرك إلى غير تلك الجهة ولا أيضا مضاد لمقتضى طبيعة لذلك الجسم فان

(1) أي الدخان س ره (2) فيكون حركه النبض وحركه التنفس وحركه النمو في الحيوان وأمثالها تسخيرية فهذا من فروع التخميس كما أن ادخال حركه الفلك في الخامس أيضا من فروعه س ره (3) الحاجة إلى التأويل لدفع أمرين أحدهما توهم ان الصورة النوعية الفلكية طبيعة كالبسائط الأربعة والحال انها نفس وثانيهما توهم ان حركه الفلك طبيعة وخلاصة التأويلين ان حركه الفلك وان كانت إرادية الا انها تشبه الطبيعة في كونها على وتيرة واحده س ره.
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»
الفهرست