أمثال هذه الأجوبة فإنه يستحيل ان يكون للكائنات الفاسدات صوره ثابته من دون ان يقضى بثبات اجزاء وجدت فيها من أول الكون محفوظه إلى وقت الفساد لا تفارق ولا تبطل وتكون مقارنه لصورة واحدة أو قوه واحده تستحفظان التخلل الواقع في عين تلك الأجزاء بما يورده من البدل والبيت القائم بما يسد مسد اللبن المنقوص ليس هو ما كان قبل النقص إذ التركيبات هي من جمله الاعراض تفسد بفساد حواملها ولا يصح عليها الانتقال وكذلك الظل في الماء السائل ليس (1) واحدا بعينه لأنه حال للقابل فإذا استحال القابل لم يبق صفته كما أنه إذا استحال القابل مطلقا لم يبق صفة مطلقه انتهى فعلم أن حركه الواحدة ليس وحدتها كوحدة البيت وما يجرى مجراه بل هي أحق بالوحدة منها واما بقاء وحده الموضوع في النمو والذبول فقد مر بيانه وحركه الفلكية بالمعنى الذي به يكون بين ماض ومستقبل هي واحده باقيه عندهم ابدا وهي عندنا متبدلة في كل آن لكن التي تبقى من الصور المتجددة المادية لكل فلك هي صوره واحده عقلية باقيه ببقاء الله وهي الواسطة عند الله بين هذه المتجددة السابقة واللاحقة واما هذه التي بمعنى القطع فيشبه ان يكون وحدتها بالعرض ووحدتها ليست كوحدة ذلك الامر التوسطي لأنها عقلية علمية وهذه إتصالية منقسمة بالقوة والعلم عند الله (2)
(١٩٦)