أقول وفي كلامه اشكال وهو ان مصادمات الهواء المخروق كيف لا توهن الميل الطبيعي حتى يخليه ان يشتد أخيرا وتوهن الميل القسري ويمكن ان يقال إن المصادمات مع الخروج عن الحيز الطبيعي تفعل هذا الفعل (1) والازدياد في الخروج شيئا فشيئا يوجب الازدياد في الوهن حتى يفنى القوة بالكلية ويحدث القوة الأصلية لكن لا يتم تحقيق هذا المقام (2) وكشفه الا بالرجوع إلى بعض أصولنا المشرقية وهو ان الصورة المقسورة تتحول في جوهرها وذاتها إلى صوره غير الصورة التي كانت فالحديدة المذابة مثلا فيها الصورة المسخنة النارية مجتمعه مع حديديتها (3) والحجر المرمى إلى فوق فيه الصورة الموجبة للخفة واجتمعت مع حجريتها وانه يجوز ان يجتمع في وجود واحد صوري كثير من المعاني الذاتية المتفرقة في الموجودات المتبائنة وبذلك الأصل يندفع ما قيل القوة المحركة إلى فوق صوره النار فلو وجدت في الحجر لكانت عرضا في الجوهر (4) وقد كانت جوهرا والمذاهب الممكنة في علة هذه حركه أربعة لأن هذه العلة اما أن تكون موجودة في المقسور
(٢١٨)