التشبيه، والتجسيم، وإثبات الجهة بلا اكتراث.
قال ابن تيمية - مثير الدعوة السلفية بعد اندراسها -: إن لله يدين مختصتين به ذاتيتين له كما يليق بجماله، وأنه سبحانه خلق آدم بيده دون الملائكة، وإبليس، وأنه سبحانه يقبض الأرض ويطوي السماء بيده اليمنى. (1) وهذه العبارة ونظائرها التي طفحت بها كتب السلفية ترمي إلى أحد أمرين إما التجسيم والتشبيه، أو تعطيل العقول عن معرفة الكتاب العزيز.
فإن اليد والوجه والرجل موضوعات في اللغة العربية للأعضاء خاصة، فلو أريد المعنى الحقيقي يلزم منه التشبيه، وإن أريد المعنى الكنائي فهذا هو التأويل عندهم، وهم يفرون منه فلم يبق هناك معنى ثالث حتى يتبعه السلفية.
وقد بلغ بهم التزمت بمكان حدا بهم أن لا يقيموا للبحوث العقلية وزنا.
يقول ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة، عن طريق الأهوازي: قرأت عن علي القومسي، عن الحسن الأهوازي، قال: سمعت أبا عبد الله الحمراني يقول: لما دخل الأشعري بغداد جاء إلى البربهاري فجعل يقول: رددت على الجبائي وعلى أبي هاشم ونقضت عليهم وعلى اليهود والنصارى والمجوس وقلت وقالوا، وأكثر الكلام، فلما سكت، قال البربهاري: وما أدري مما قلت لا قليلا ولا كثيرا، ولا نعرف إلا ما قاله أبو عبد الله أحمد بن حنبل، فخرج من عنده وصنف كتاب " الإبانة " فلم يقبله منه. (2)