طرق ووسائل إلى الوصول إلى الحق وما جاء به نبي الإسلام في حق المكلفين في العقيدة والشريعة، فالواجب هو العمل بالسنة الصحيحة من أي طريق وصلت إلينا.
إن الاختلاف بين الشيعة والسنة ليس في مسألة الرجوع إلى الصحابة فيما يروونه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فإنه قضية متفقة بين الفريقين كالرجوع إلى أئمة أهل البيت، بل الاختلاف بينهم في أمر آخر، وهو تعديل الصحابة كلهم، والحكم بعدالة كل من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولو مرة أو مرتين أو يوما أو يومين، وهذا ما يتبناه أهل السنة حيث يحكمون بعدالة كل صحابي، بينما لا تعتقد الشيعة عمومية القضية، وأن مجرد الرؤية لا تعطي لكل راء وصف الوثاقة والعدالة، وهاتان النظريتان لا تمنعان من الرجوع إلى الأحاديث الصحيحة المروية عن النبي عن طرق الصحابة والتابعين إذا كانوا ثقات.
وهناك كلمة قيمة للإمام الطاهر علي بن الحسين عليهما السلام تعرب عن موقف الشيعة بالنسبة إلى الصحابة نذكرها بنصها، وفيها كفاية.
" اللهم وأصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم خاصة الذين أحسنوا الصحبة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالاته وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته، وانتصروا به، ومن كانوا منطوين على محبته، يرجون تجارة لن تبور في مودته والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات، إذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك، وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك، وكانوا مع رسولك، دعاة لك إليك واشكرهم على هجرهم فيك، ديار قومهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه، ومن كثرت في إعزاز دينك من مظلومهم، اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا... ". (1)