عنهم، لا نعلم منهم خلافا في ذلك أصلا. (1) وقال السيد محمد رشيد رضا: إن من أعظم ما بليت به الفرق الإسلامية رمي بعضهم بعضا بالفسق والكفر مع أن قصد الكل الوصول للحق بما بذلوا جدهم لتأييده واعتقاده والدعوة إليه والمجتهد وإن أخطأ معذور. (2) ولو أضفنا إليه كلمات المفكرين الشيعة لجئنا برسالة خاصة، ويكفي في ذلك قول المصلح الكبير الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء: بني الإسلام على دعامتين: كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة.
وقد قام العلامة السيد شرف الدين العاملي بتأليف رسالة في هذا المجال أسماها: الفصول المهمة في تأليف الأمة.
إلى غير ذلك من الكلم المنثورة والمنظومة من الأعلام.
وقال بعض الأعاظم والمصلحين: لنتحد على الرغم من أخطائنا، فإن الوحدة لا تعني في يوم ما، عصمة المنتسبين إليها. (3) وهؤلاء يؤكدون على ذلك، لأنهم لمسوا ورأوا بأم أعينهم ما يحكيه الشهرستاني في ملله حيث يقول: ما سل سيف على قاعدة من قواعد الدين مثل ما سل على الإمامة في كل زمان (4).
وهذا هو السبكي يحكي لنا عن الفتن الكبيرة التي وقعت بين الأحناف والشوافع وهما غصنان من شجرة واحدة حيث يقول: وقد وقعت فتنة بين الحنفية والشافعية في نيسابور ذهب تحت هياجها خلق كثير، وأحرقت الأسواق