والمدارس وكثر القتل في الشافعية، فانتصروا بعد ذلك على الحنفية وأسرفوا في أخذ الثار منهم في سنة 554 ه، ووقعت حوادث وفتن مشابهة بين الشافعية والحنابلة، واضطرت السلطات إلى التدخل بالقوة لحسم النزاع في سنة 716، وكثر القتل وأحرقت المساكن والأسواق في إصبهان، ووقعت حوادث مشابهة بين أصحاب هذه المذاهب وأشياعها في بغداد ودمشق، وذهب كل واحد منها إلى تكفير الآخر، فهذا يقول من لم يكن حنبليا فليس بمسلم، وذاك يضرب الجهلة بالطرف الآخر، فتقع منهم المساءة على العلماء والفضلاء منهم وتقع الجرائم الفضيعة. (1) هذا حال سلفنا وليست حال الخلف في هذه الأيام بأحسن من حالهم، فقد رأى أن أناسا تحالفوا على إيجاد البغضاء وتأجيج نار الشحناء وطار شررها في الآفاق حتى احترق الحرث والنسل كل ذلك جهلا أو تجاهلا لواجبهم في تلك الظروف العصيبة.
وهنا كلمة أخاطب بها أعضاء المؤتمر وهي:
إن الوحدة الإسلامية لا تتحقق ولا تتجسد بهذه المؤتمرات، ولا بالخطب الرنانة الملقاة فيها، ولا بالشعارات الموجهة إلى الأمة الإسلامية.
فإن هذه الكلمات لا تتجاوز عن أثر الوخزة في البدن، فما لم تكن هناك إجراءات وقرارات عملية لتحقيق الوحدة لا تؤثر هذه المؤتمرات تأثيرا بالغا، ولأجل أن نخرج عن هذه الدوامة ولا نكتفي بالشعار مكان الشعور، نشير إلى بعض السبل العملية: