وإذا كان هذا موقف الإمام بالنسبة إلى الصحابة، فكيف يمكن اتهام الشيعة بأنهم لا يقيمون للصحابة وزنا ولا قيمة؟ ولا يعملون بأحاديثهم.
فقد حان موعد اللقاء بين أعلام السنة والشيعة والاجتماع لدراسة الأوضاع المؤسفة السائدة على المسلمين في أقطار العالم.
وفي ختام المقال نرجع إلى ما بدأنا به وهو ضرورة توحيد الكلمة ورص الصفوف ونقول: إن أحمد أمين المصري - الكاتب الشهير - قد أقام الدنيا في كتبه:
فجر الإسلام وضحاه وظهره على الشيعة الإمامية، وأحل الخيال محل الواقع، وأجج نار الخلاف بين الطائفتين بما أوتي من قوة وقدرة، ولكنه ندم في أخريات حياته، فقال في آخر كتاب ألفه وأسماه " يوم الإسلام ":
هل للمسلمين أن يشتد وعيهم الديني، ويفهموا بعد طول هذه التجارب أنه لم يعد هناك وجه للخلاف بين سني وشيعي وزيدي، وغير ذلك من المذاهب، لأنهم لو رجعوا إلى أصل دينهم ما وجدوا لهذا الخلاف محلا، ولوجدوا أنه خلاف مصطنع لا خلاف أصيل، وأن الأمم الإسلامية في موقفها الحاضر أحوج ما تكون إلى لم شعثها، وإصلاح ذات بينها، وتوحيد كلمتها، وهي ترى كيف تهاجم من كل جانب، وكيف يتخذ إسلامها وسيلة من وسائل الكيد لها، وإذا اتحد أهل الباطل على باطلهم فأولى أن يتحد أهل الحق على حقهم. (1) وفيما ذكره " عبرة لأولى الألباب ".
أسأل الله سبحانه أن يلم شعثنا، ويجمع شملنا ويرفع كلمة التوحيد في العالم في ظل توحيد الكلمة إنه على ذلك قدير.
جعفر السبحاني - مكة المكرمة سادس ذي الحجة الحرام 1412 ه