بعض العرب يأكل إلهه الذي صنعه من الحيس حين جاع!! (1).
3 - ما أشارت إليه الآية الكريمة: (وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا) (2) أي أنهم اعتذروا عن عدم إيمانهم أنهم: إن آمنوا فإن العرب المشركين سوف لا يرضون بإيمانهم، ورفض أوثانهم، فرد عليهم القرآن، فقال: (أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شئ، رزقا من لدنا) (3)، فلا موجب إذن لخوفهم هذا.
مع أن اختيارهم الشرك خوفا من ذلك، لا يمنع ذلك؟ فكم أهلك الله من قرية بطرت معيشتها، فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم. بل ربما كان ذلك هو سبب هلاكهم في الدنيا، حيث ينشأ عنه المنازعات والاستكبار، وغير ذلك من انحرافات مدمرة للمجتمعات وللأمم، إن لم يكن ثمة ضوابط وروادع معينة تجعل كل تلك الامكانات في مجراها الصحيح، وفي الجهة النافعة للفرد وللمجتمع، حاضرا ومستقبلا.
على أن الامر لله تعالى فليس لأحد أن يتمرد عليه، ويخرج على أوامره، فإنه يعرض نفسه والحالة هذه إلى الهلاك الدنيوي والأخروي، ثم ضرب لهم مثالا بقارون، الذي كان لديه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنؤ بالعصبة أولي القوة، فلما استكبر وطغى، وتمرد على أوامر الله، خسف الله به وبداره الأرض.
وفي آيات السورة - سورة القصص - دقائق عجيبة ومعان رائعة في هذا المجال، تحتاج إلى دراسة مستقلة ومعمقة، لا مجال لها هنا. ونكتفي هنا بهذه الإشارة الاجمالية إليها. والله هو الموفق والمعين.