وجاء أيضا: أنه " صلى الله عليه وآله وسلم " قام على الصفا، ونادى قريشا؟ فاجتمعوا له، فقال لهم: أرأيتم لو أخبرتكم: أن خيلا في سفح هذا الجبل قد طلعت عليكم، أكنتم مصدقي؟
قالوا: نعم، أنت عندنا غير متهم، وما جربنا عليك كذبا قط.
فقال: إني نذير لكم من عذاب شديد. إلى أن قال: فنهض أبو لهب، وصاح به: تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعت الناس؟ وتفرقوا عنه.
فأنزل الله تعالى: تبت يدا أبي لهب وتب إلى آخر السورة (1).
المفاوضات الفاشلة:
قال ابن إسحاق وغيره: فلما بادي رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " قومه بالاسلام، وصدع به، كما أمره الله، لم يبعد منه قومه، ولم يردوا عليه - فيما بلغني - حتى ذكر آلهتهم وعابها، فلما فعل ذلك أعظموه وناكروه، وأجمعوا على خلافه وعداوته، إلا من عصم الله تعالى منهم بالاسلام، وهم قليل مستخفون.
وحدب على رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " عمه أبو طالب، ومنعه، وقام دونه. ومضى رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " على أمر الله مظهرا لا يرده شئ.
فلما رأت قريش: أن رسول الله لا يعتبهم من شئ أنكروه عليه، من فراقهم، وعيب آلهتهم، ورأوا أن عمه أبا طالب قد حدب عليه، وقام دونه، فلم يسلمه لهم، حاولوا مفاوضة أبي طالب. وهذه المفاوضات