لانهم أولى بالدفع عنه ونصره؟ فلم يجعل هذه المنزلة إلا لهم، وليعلم من أول الأمر: أن هذه المنزلة لعلي " عليه السلام " لان الله ورسوله يعلمان:
أنه لا يجيب النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " ويوازره غير علي " عليه السلام "؟ فكان ذلك من باب تثبيت إمامته، بإقامة الحجة عليهم. ومع فرض تعدد المجيبين يعين الرسول الأحق بها منهم (1).
وقد أوضح ذلك المحقق البحاثة السيد مهدي الروحاني: بأن الخطاب إنما هو للجميع، لكن النبي صلى الله عليه وآله كان يعلم من خلقهم وعلاقاتهم، وطبائعهم: أنهم سوف لا يجيبون إلا علي " عليه السلام "، هذا بالإضافة إلى إعلام الله له بذلك.
ونقول نحن: ويؤيد ذلك النص الذي سوف يأتي نقله عن البحار، عن ابن طاووس، تحت عنوان: " ماذا قال النبي صلى الله عليه وآله يوم الانذار ". وقد قلنا هناك: إن ذلك النص هو المنسجم مع الآية الكريمة، وقد جاء فيه: " إن الله لم يبعث رسولا إلا جعل له أخا، ووزيرا، ووصيا، ووارثا من أهله، وقد جعل لي وزيرا كما جعل للأنبياء من قبلي إلى أن قال: وقد والله أنبأني به، وسماه لي، ولكن أمرني أن أدعوكم وأنصح لكم، وأعرض عليكم لئلا تكون لكم الحجة فيما بعد " (2).
واحتمل صديقنا المحقق الروحاني: أن يكون الخطاب لواحد منهم على سبيل البدل، ولذا قال لهم: أيكم يؤازرني الخ.. فالمجيب أولا هو الذي يستحق ما وعد به " صلى الله عليه وآله وسلم "، وإجابة أكثر من واحد بعيدة الوقوع جدا، ولا يعتنى باحتمالها عرفا. لا سيما وأن الذي يضر هو التقارن في الإجابة، وذلك أبعد وأبعد. هذا مع علمه صلى الله عليه وآله بأنه لا يجيب سوى واحد منهم.